كلمة المبعوث الأممي الخاص في لقائه مع الصحفيين عقب إحاطته لمجلس الأمن حول اليمن

OSESGY/Alaa Malhas@

24 نوفمبر 2022

كلمة المبعوث الأممي الخاص في لقائه مع الصحفيين عقب إحاطته لمجلس الأمن حول اليمن

مساء الخير. سعيد بعودتي مجدداً الى نيويورك ورؤيتكم جميعاً

قدمت للتو إحاطتي لمجلس الأمن حول جهود الوساطة التي أبذلها وآخر المستجدات في اليمن، وأود أن أنتهز هذه الفرصة للتأكيد على بعض النقاط:

أولاً، فيما يتعلق بالجهود المبذولة في الوساطة، أحطت مجلس الأمن حول استمرار مناقشاتي مع الأطراف ودول المنطقة حول تجديد الهدنة وتوسيع نطاقها وحول الخيارات المتاحة وصولاً إلى تسوية أكثر شمولية للنِّزاع.

في حين أحث الطرفين على تجديد الهدنة وتوسيع نطاقها، ما زلت على قناعة بأنَّ العملية السياسية الشاملة التي يتفق عليها اليمنيون بتسيير من الأمم المتحدة هي وحدها ما يمكنه أن يمنح اليمن فرصة تحقيق سلام مستدام.

بشأن التطورات على أرض الواقع في اليمن، أطلعت مجلس الأمن بأنه على الرغم من انتهاء الهدنة رسمياً في 2 أكتوبر/تشرين الأول، لم نشهد لحسن الحظ عودة إلى حرب شاملة. وقد أتاح ذلك استمرار العمل بعناصر الهدنة خلال الأسابيع السبعة الماضية وأبرزها انتظام الرحلات الجوية بين عمَّان ومطار صنعاء الدولي وتدفق المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة.

لكننا مع ذلك شهدنا حوادث مثيرة للقلق بما فيها ما حدث في مأرب وتعز أوقعت ضحايا من المدنيين. كما أبلغت مجلس الأمن في بياني بأنَّ الهجمات التي نفَّذتها أنصار الله مؤخراً على المحطات والموانئ النفطية في شبوة وحضرموت تمثل تطورات مقلقة على وجه الخصوص نظراً لما تحمله من تداعيات سياسية واقتصادية، علماً بأنَّني أدنت تلك الهجمات في 22 تشرين الأول/أكتوبر وأكرر دعوتي للتحلي بأعلى درجات ضبط النفس في هذا الوقت العصيب.

وأخيراً، آمل أن تثمر النقاشات الدائرة عن نتائج إيجابية في أقرب وقت ممكن لوضع اليمن على مسار نحو سلام عادل ومستدام.

شكراً جزيلاً.

أسئلة وأجوبة

سؤال: مرحباً، اسمي ابتسام عازم من صحيفة العربي الجديد. لدي سؤالان. السؤال الأول: أنت تحدثت إلى مجلس الأمن عن أنَّك تواجه مصاعب في تجديد الهدنة، لكنَّك ترغب في رؤية تسوية شاملة. سؤالي إذن هنا كيف ترغب في الوصول إلى تلك المرحلة إذا لم تتمكن من إقناع الطرفين على تجديد الهدنة؟ وهل يمكنك أن تبيّن لنا العوائق التي تمنعك من الوصول الى مبتغاك؟ سؤالي الثاني يرتبط بقضية ذكرتها حول النِّساء والقيود المفروضة عليهن في الحركة. ما لم أكن مخطئة، كان ذلك في شمال اليمن وكانت القيود مفروضة أيضاً على النِّساء العاملات في الأمم المتحدة. هل يمكن من فضلك توضيح ذلك؟ ما الوضع بالضبط وما سبب ذلك على حد علمك؟ شكراً جزيلاً.

المبعوث الخاص هانس غروندبرغ: شكراً جزيلاً. بشأن السؤال الأول، منذ 2 أكتوبر/تشرين الأول حتى هذا اليوم، أنا ومكتبي على اتصال مستمر مع الطرفين ونحن على تواصل معاهم في القضايا خاصة منها ما يتعلق بالأسباب التي لأجلها لم نرَ اتفاقاً في المقام الأول حول المقترح الذي قُدِّم لهما في نهاية شهر سبتمبر/أيلول 2022. هذه النقاشات تشهد تقدماً وما زالت مستمرة، ونحن نرى أيضاً دعماً من المنطقة ومن المجتمع الدولي العام في مساعدتنا بهذا الشأن، لكنَّنا حتى الآن لم نصل إلى نتيجة. وعندما تطرّقت لمسألة توسيع النطاق، فهي الوسيلة لتذكير الجميع بأنَّ الهدنة بحد ذاتها ليست المرحلة النهائية. لا يمكن أن النظر إلى الهدنة على أنَّها حل بعيدالمدى. فالحل بعيد الأمد هو العودة إلى عملية سياسية ينخرط فيها الطرفان من أجل الوصول الى تسوية بعيدة الأمد للنِّزاع وهو ما يستوجب اتباع نهج أشمل وهذا ما نتطلع إلى إشراك الطرفين فيه.

فيما يتعلق بمسألة الشمولية  فكما ذكرت في الجلسة المفتوحة كان تركيزي على الصعوبة التي تواجهها النساء  من ناحية التمثيل في المحادثات السياسية وعلى الصعيد العام ، كما سلّطت الضوء على صعوبات التنقل التي تعاني منها النساء في شمال اليمن، وذلك يؤثر أيضاً في عمل المنظمات الدولية وكذلك على عمل الأمم المتحدة وهو شيء أعتقد أننا نعرف أنَّه سيكون مصدراً للقلق. شكراً.

(متابعة) سؤال: لم أسمع منك رداً على السؤال الخاص بالقضايا التي ما زالت تعرقل سُبل  المضي قدماً للحصول على هدنة أو تجديدها سواء أكان ذلك من طرف الحوثيين أو التحالف أو الحكومة؟

المبعوث الخاص هانس غروندبرغ: (متابعة) نعم تقصدين ما يعيق الطريق نحو الهدنة. بخصوص هذا الموضوع لن أخوض فيه. يقال إنَّ السياسة الخارجية يجب أن تكون علنية لكي يعرف السكان ما تمثل السياسة الخارجية لأي دولة، أما المفاوضات فهي أمر آخر يجب أن تبقى ضمن نطاق متكتم عليه. لذلك لا أريد الخوض في مزيد من التفاصيل حول وضعنا الحالي في هذه المفاوضات لأنَّه لا بد من وجود مستوى من الثقة والسرية لضمان الوصول إلى نتائج. وعلى صعيد أوسع، فنحن نشهد تحديات في كيفية تأطير هذه القضايا المرتبطة بالمسائل الاقتصادية مثل دفع الرواتب، وهناك قضايا أعم أيضاً يترتب عليها تبعات لتسوية النزاع على المدى الطويل، وذلك لعله يبين مدى الصعوبة من ناحية التوصل إلى الهدنة وإطالة أمدها  تمهيداً لشيء اكبر على المدى الطويل يقود إلى سلسلة من الخطوات لتسوية النزاع  وعملية سياسية ووقف حقيقي لإطلاق النَّار، والتي أعتقد بشكل عام انها التحديات التي نعمل على حلها في الوقت الراهن.

سؤال: اسمي افرام قصيفي من صحيفة عرب نيوز. لقد ذكرت أنَّه لا بد من المفاوضات أن تُجرَى على نطاق متكتم  لكنني مع ذلك سوف أطرح سؤالي. كانت هناك محادثات بين السعوديين والحوثيين الشهر الماضي لكننا لم نسمعك تتحدث عنها اليوم في مجلس الأمن، فهل يمكنك أن تخبرنا شيئاً عنها؟ هل هناك نتائج لتلك المحادثات؟ هل ترى أنَّ هذه المحادثات جارية ً؟ هل هناك أي شيء يمكن أن تخبرنا عما تمثله تلك المحادثات وما تعنيه؟ ولدي بعدها سؤال آخر لاحقاً.

المبعوث الخاص هانس غروندبرغ: بهذا الخصوص، أي تواصل مباشر بين الأطراف المتحاربة في أي نزاع هو أمر مُرحَّب به. وأعتقد أنه يجب تشجيع ذلك. فيجب أن تتحدث الأطراف بعضها مع بعض ويمكن القيام به بطرق مختلفة، لكننا نتطلع في نهاية المطاف الى نهج   لإرساء عملية ترعاها الأمم المتحدة، وأي محادثات تقام دعماً لجهودي المبذولة فهي مرحب بها دائماً وهذا شيء أكرر قوله إلى البلدان في المنطقة وأكرر قوله إلى المجلس وهكذا، وهذا ما لدينا الآن. لدينا أًطر مختلفه للتواصل  على مختلف المستويات من خلال قنوات مختلفه داعمة لجهود الأمم المتحدة وهذا شيء أعتقد أنه مفيد. شكراً.

(متابعة) سؤال: أسألك بصفتك شخص انخرط مع الحوثيين لمدة من الزمن، ولعلك تعرف طريقة تفكيرهم أكثر من أي شخص آخر. عندما ترى كل هذه الهجمات التي شجبها اليوم أعضاء مجلس الأمن وتحدثوا عنها، وعندما تراهم ينفذون هذه الهجمات ما رأيك بهذه الهجمات على المرافئ والممرات البحرية والبلدان المجاورة، ما قراءتك لذلك؟

المبعوث الخاص هانس غروندبرغ: لم أفهم السؤال فهو غير واضح. ماذا تقصد بقولك كيف أقرأ ذلك؟

(متابعة) سؤال: أقصد ماذا تقول في عدد الهجمات التي ما زال الحوثيون ينفذونها؟

المبعوث الخاص هانس غروندبرغ: الهجمات جزء من عناصر النِّزاع. هذا واضح. وما أقوله إنَّه لا بد من تسوية هذا النِّزاع من خلال التفاوض ولهذا السبب فإن أي تسوية للنزاع من خلال الإشتباكات العنيفة وبغض النظر عن طريقته لن يكون مفيداً خاصة اذا نظرنا الى نزاعاً استمر لأربع وسبع إلى ثمان سنوات حتى الآن. أفهم أيضاً أنَّ زيادة العنف لن تقود إلى تسوية بعيدة الأمد. فالتسوية لا سبيل لبلوغها إلا من خلال المفاوضات ومن خلال المحادثات المباشرة وهذا ما نحن ندفع تجاهه ونأمل بأن يؤدي إلىوسائل الحل. شكراً جزيلاً. شكراً.