نص المؤتمر الصحفي للمبعوث الخاص في مطار صنعاء
مساء الخير،
شكرًا لكم جميعًا على تواجدكم هنا اليوم.
توسطت الأمم المتحدة بين الأطراف من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار على مستوى البلاد، ورفع القيود المفروضة على حرية حركة الأشخاص والسلع الأساسية من اليمن وإليها، وإعادة إطلاق العملية السياسية. وقد ظلت هذه العناصر قيد التفاوض منذ أكثر من سنة. وطوال هذه العملية اقترحنا العديد من السبل لتجسير الفجوة بين مواقف الأطراف. وقد ناقشت هذه الخطة مع مسؤولين يمنيين وسعوديين في الرياض عدة مرات. وقد ناقشتها أيضًا في مسقط، منذ بضعة أيام. كما ناقشتها مع السيد عبد الملك الحوثي هنا في صنعاء أمس.
أودّ أن أقول أن هناك قدر كبير من الدعم الإقليمي والدولي لخطة الأمم المتحدة ولجهودنا، لكن الأمر الأكثر أهمية من ذلك هو حقيقة رغبة ودعم اليمنيين لإنهاء الحرب ولاستعادة حرياتهم. نأمل أن يسفر هذا الدعم من اليمنيين ومن المنظمات الإقليمية والدولية، وكل العمل الذي أنجزناه مع الأطراف خلال العام الماضي، ربما، عن نتائج إيجابية وأن يؤدي إلى اختتام ناجح لعملية التفاوض الطويلة هذه.
لقد كانت مواقفنا، مواقف الأمم المتحدة واضحة ولا لبس فيها. وأريد أن أكررها هنا. هذه هي وجهة نظرنا:
أولاً: لابد من إزالة كل العقبات التي تحول دون حصول اليمنيين على الغذاء والسلع الأساسية، بما في ذلك الوقود. ويجب ضمان تدفق السلع، بما في ذلك الوقود، بغرض الاستخدام المدني إلى اليمن وداخله كمسألة مبدأ وبصرف النظر عن الاعتبارات السياسية والعسكرية. وقد تضمنت جميع المقترحات التي تفاوضنا عليها في العام الماضي رفع القيود المفروضة على موانئ الحديدة، خاصة فيما يتعلق بدخول سفن الوقود.
ثانيًا: هناك حاجة ماسة لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد لتخفيف وطأة الوضع الإنساني على اليمنيين بشكل فوري، ولفتح الطرق أمام حركة الأشخاص والسلع بحرية، ولإعادة الحياة الطبيعية إلى الملايين. إن استمرار الأنشطة العسكرية في العديد من أنحاء البلاد، بما في ذلك في مأرب، يقوض فرص السلام في اليمن في رأيي، ويعرض حياة الملايين للخطر، ويجب أن يتوقف.
ثالثًا: لقد ضمنت كل المقترحات التي طرحناها إعادة فتح هذا المطار الذي أتحدث منه اليوم، مطار صنعاء. إن فتح هذا المطار للرحلات التجارية هو أمر أساسي بالنسبة لحرية الحركة.
كل هذه المقترحات تتماشى مع الرغبات والتصريحات العلنية التي يدلي بها جميع الأطراف بشأن إعطاء الأولوية للاحتياجات الإنسانية لليمنيين. إلا أننا لم نر بعد اتفاقًا.
رابعًا وهي النقطة التي لا تقل أهمية: لا يمكن كسر دائرة الاضطرابات السياسية والعنف إلا من خلال تسوية تفاوضية تؤدي إلى مستقبل من الحوار السياسي اليمني-اليمني المستدام، والحكم الخاضع للمساءلة، والعدالة الاقتصادية، والمواطنة المتساوية للجميع. وهذا هو المبدأ الذي يُرشد جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة في اليمن.
في رأيي، ليس هناك أي عدل في حرمان اليمنيين من الأمل في أن تكون هناك نهاية لمعاناتهم تلوح في الأفق. وليس من العدل إطلاقًا حرمانهم الفرصة لتحقيق مستقبل أكثر إشراقًا. لا يمكن حكم اليمن بشكل مستدام استنادًا على الهيمنة العسكرية. كما لا يمكن حكمه بشكل مستدام مع التدخل الخارجي.
أعرف أن اتخاذ القرار للانتقال من الحرب إلى السلام يتطلب تنازلات وتضحيات كبيرة من قيادات الأطراف. يحتاج الأمر لشجاعة للابتعاد عن الحرب ومعاناة الحرب، والتوجه نحو الاحتمالات غير المؤكدة التي تصحب السلام. يحتاج الأمر لشجاعة، وأتمنى معكم أن يتم إيجاد هذه الشجاعة لدى القيادات ولدى اليمنيين لإنهاء هذا النزاع وللبناء على تلك القضايا التي كنت أناقشها. شكرًا.
اسئلة الصحافيين
ملاحظة: ما يلي ملخّص عمّا طرح من الاسئلة اذ كان من الصعب سماعها بوضوح
يلاحظ في مسقط غياب هادي وحكومتة والمجلس الانتقالي الجنوبي وحضر الامريكيون والسعودين وطرف انصار الله او المجلس السياسي الاعلى. هل وجود اطراف الحرب الحقيقين على الطاولة اليوم يعطي اختلاف عن المفاوضات السابقة التي كان الاطراف الحققين انفسهم يغيبون عن الطاولة؟ ومالدور الذي يلعبه ليندركنغ (المبعوث الامريكي) اوالامريكيون بشكل عام؟ هل دورهم يقتصر على توفير ظمانات او التفاوض؟
غريفيث: كما تعلمون، إن المفاوضات مستمرة منذ عام ونصف. وبسبب فيروس كورونا، كانت مفاوضات مكوكية، حيث أذهب لطرف اولاً ثم أذهب إلى الطرف الآخر، وآخذ الرسائل من واحد إلى آخر. لا يمكن التوصّل إلى اتفاق ما لم يتفق الطرفان، حكومة اليمن وأنصار الله. من واجبهم، ومسؤوليتهم اتخاذ تلك القرارات. لكن وظيفتي هي الذهاب إلى أي مكان، حيث يمكنني أن أتعلّم من الناس كيفية إحراز تقدم في هذه النقاط الأربع. لقد كنت في الرياض قبل مسقط، حيث التقيت كبار المسؤولين في حكومة اليمن. لا استثناءات، فمهمتي واضحة جداً وهي التوصّل إلى اتفاق بين حكومة اليمن وأنصار الله. لقد طرحت سؤالاً حول المبعوث الأمريكي الخاص، نحن نعمل عن كثب مع السيد ليندركينغ، كانت الولايات المتحدة داعمة جدًا لنا، مثل العديد من الدول الأعضاء الأخرى. يعمل مبعوث الأمم المتحدة مع أي دولة من الدول الأعضاء يمكنها أن تساعد. ولهذا قلت في وقت سابق أن هناك قدرًا غير عادي من الإجماع الدبلوماسي يدعم هذه المقترحات.
الجميع يتسائل، حكومة صنعاء وانصارالله يتحدوثون انهم يريدون دخول مشتقات نفطية ومواد غذائية. في المقابل، الطرف الاخر يطالب بايقاف حرب. هل من المعقول ان نقطة دخول مشتقات نفطية ووضع انساني هل يصعب على التحالف تحقيق ذلك؟
السيد غريفيث: كما قلت سابقًا، كانت الأمم المتحدة ثابتة، كل شهر في مجلس الأمن طوال السنوات الثلاث الماضية، في دعوتها إلى رفع العوائق على إدخال السفن إلى الحديدة. نحن نعتبر هذه قضية إنسانية ويجب أن يستفيد الناس في جميع أنحاء اليمن من تدفق السلع من دون أي عوائق، بما في ذلك الوقود. نحن نعمل جاهدين ليس فقط لإدخال المزيد من سفن الوقود من وقت لآخر، ولكن لفتح الموانئ بشكل طبيعي. لقد تشجعنا كثيرًا في الواقع بالردود التي نتلقاها من حكومة اليمن والتحالف. ونأمل أن نشهد المزيد من التقدم قريبًا في ذلك. نقطة إضافية واحدة: وقف إطلاق النار في كل أنحاء اليمن هو مسألة إنسانية أكثر من أي شيء؛ فتح الطرق للسماح للأطفال بالذهاب إلى المدرسة، والسماح للناس بالذهاب إلى العمل، والسماح بالتداول التجاري، والسماح بلمّ شمل العائلات، كل هذه مسائل انسانية. لذلك لا خيار بينها بل كلها بغاية الأهمية.
السيد مارتن، الان جولات كثيرة من المفاوضات خاضتها جميع الاطراف اليمنية اليمنية وكذلك السعودية وكل المشاركين في هذه المعركة. ولكن الي الان لم نرى الا قلة قليلة من المبادرات التي وصلت الي شي ثم توقفت. لم نجد اي مبادرات بعد ذلك او لم تكن هناك مبادرات وصلت الي نقطة يمكن من خلالها البداء بعملية سلام. متى يمكننا ان نقول بان اي مفاوضات قادمة ستكون المفاوضات الجدية فعلا طالما ان المفاوضات انتقلت من يمني الي يمني الي يمني مع اطراف التحالف واطراف القتال التي هي مشاركة في المعركة بشكل فعلي. ماذا يمكن ان نسمي المفاوضات القادمة؟ ومتى يمكن ان تكون هناك مفاوضات جدية؟
السيد غريفيث: إسمع، لا أحد يمكن أن يكون أكثر إحباطًا مني، لقد أمضينا عامًا ونصف نعمل على أمور يسهل وصفها نسبيًا ، وقف إطلاق النار ، وفتح مطار صنعاء ، وفتح موانئ الحديدة ، واستئناف العملية السياسية التي تشهد تأخيراً كبيراً. لقد ناقشنا هذا الأمر بتفاصيل كثيرة كلمة بكلمة مع الطرفين لمدة سنة ونصف. اسمحوا لي أن أكون صادقا معكم. في بعض الأحيان نحرز تقدمًا جيدًا، ونتوقّع النجاح، وأننا سنتوصّل إلى اتفاق، ثم تتدخل الحرب ويعتقد طرف أو آخر أنه سيحقق المزيد من المكاسب في ساحة المعركة، لذا فهو لا يريد إنهاء الحرب. دعوتنا بسيطة للغاية: أوقفوا الحرب، وأوقفوا احتمالات المكاسب العسكرية، وأنهوا النزاع، وابنوا سلاماً لليمن، واجعلوا اليمن مكانًا للشعب اليمني.
لقد سألتني متى سيحدث هذا؟ يتهمني الجميع بأنني متفائل جدا. لست متأكدًا من أن ذلك سيحدث اليوم. نحمل من لقائنا مع عبد الملك الحوثي أمس بعض الأفكار التي سنشاركها مع الطرف الآخر. ما يمكنني أن أقول هو أنّ هناك طاقة دبلوماسية حقيقية الآن وهذا ما لن نشهده دائماً. أعتقد أنها قوية ولكن العديد من القضايا- لا جميعها – هي إنسانية، وأعتقد أن هذا سبب قوي للغاية لضرورة توصل القادة إلى اتفاق عاجل.
شكرا جزيلا. شكراً