الأمين العام -- كلمة للصحافة حول هدنة شاملة في اليمن، نيويورك، 1 نيسان/أبريل 2022
أٌثني على الحكومة اليمنية، والتحالف الذي تقوده السعودية، والحوثيين على موافقتهم على إبرام هدنة لمدة شهرين تشتمل على وقف الهجمات العابرة للحدود. وأحثُّ جميع الأطراف على اتِّخاذ الترتيبات الضرورية لدعم إنجاح تنفيذ الهدنة وتفعيل آليات التعاون دون تأخير.
أشكر مبعوثي الخاص هانس غروندبرغ وفريقه على ما بذلوه من جهود مضنية في سبيل التوصل إلى هذا الاتفاق.
لقد وافق الأطراف على وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية الجوية والبرية والبحرية داخل اليمن وعبر حدوده. ووافق الأطراف أيضاً على دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة وتسيير الرحلات الجوية التجارية من وإلى صنعاء نحو وجهات محدَّدة مسبَّقاً في المنطقة. واتفق الأطراف أيضاً على الالتقاء تحت رعاية مبعوثي الخاص لفتح طرق في تعز والمحافظات الأخرى في اليمن. والهدنة قابلة للتجديد بعد مدة الشهرين بموافقة الأطراف.
تصادف هذه الهدنة القابلة للتجديد بدء شهر رمضان الفضيل، وتتيح المجال للتصدي للحاجات الإنسانية والاقتصادية العاجلة وتخلق فرصة حقيقية لإعادة إطلاق العملية السياسية في اليمن.
وينبغي أن تكون الهدنة خطوة أولى نحو إنهاء الحرب المدمِّرة في اليمن.
وسوف يكون لوقف القتال مع دخول سفن المشتقات النفطية وتخفيف القيود المفروضة على حركة الأفراد والبضائع داخل البلاد وخارجها دورٌ في بناء الثقة وتهيئة بيئة مواتية لاستئناف المفاوضات نحو تسوية سلمية للنِّزاع.
أحث الأطراف على البناء على هذه الفرصة من التعاون بحسن نية ودون شروط مسبَّقة مع مبعوثي الخاص هانس غروندبرغ في مساعيه نحو استئناف عملية سياسية يمنية شاملة وجامعة. ويجب أن يكون الهدف الرئيسي من تلك العملية هو التوصل إلى تسوية سياسية من خلال التفاوض تعالج المخاوف المشروعة لجميع اليمنيين وتطلعاتهم.
والشكر كذلك إلى جميع الجهات الإقليمية والدولية الفاعلة بما فيها أعضاء مجلس الأمن على دعمهم المستمر لجهود الأمم المتحدة في التوصل إلى هذا الاتفاق. وسيبقى الدعم الإقليمي والدولي عاملاً بالغ الأهمية في إنجاح تنفيذ الهدنة.
على مدى ما يربو عن سبعة أعوام، دمَّرت الحرب حياة ملايين اليمنيين من نساء وأطفال ورجال. من الصعب تخيل ما وصلت إليه معاناتهم والتي تحملوا أغلبها بعيداً عن أضواء وسائل الإعلام.فقد أثارت هذه الحرب واحدة من أسوء الكوارث الإنسانية في العالم، وأتت على مؤسسات الدولة فوضعتها على حافة الانهيار، وأرجعت التنمية البشرية عِقدَين إلى الوراء وهددت السلم والأمن الإقليميين.
اليوم يجب أن يكون بداية لمستقبل أفضل لشعب اليمن.
شكراً لكم.
سؤال: ما مدى الأمل لديك بأن تصبح هذه الهدنة وقفاً دائماً لإطلاق النار بعد أن تحققت ظروف المفاوضات؟
الأمين العام: حسناً. إنني على أملٍ بحدوث ذلك لأنني تابعت عن كثب عمل مبعوثي الخاص في الجولة السابقة من الاتصالات التي جرت مؤخراً. ورأيت التزاماً قوياً من الأطراف. لكننا نعرف أنَّ هذه الاتفاقات دائماً ما تكون هشَّة. كنت في ستوكهولم قبل ثلاث سنوات، وأذكر صعوبة تنفيذ اتفاق ستوكهولم. لذلك، يجب أن نستفيد الآن من الزخم الحاصل لكي نتأكد من الامتثال الكامل لهذه الهدنة ومن ثم تجديدها، وبعد تجديدها إعادة إطلاق عملية سياسية حقيقية في اليمن. سوف نفعل كل شيء من أجل إحداث ذلك، وفي الوقت نفسه عند تجديد الهدنة، وبالتطور التقدمي على صعيد القدرة على الوصول إلى اليمن وعلى الحركة داخله، سوف يستفيد شعب اليمن أخيراً من السلام.
سؤال: في اليمن، هذه أخبار طيبة بعد طول السنوات الماضية. لكن، من هذه الأزمة.. كل حرب تختلف. من هذه الأزمة التي بدأت تحقق تحسناً قليلاً، ما الذي يمكن للآخرين تعلمه مما يحدث الآن في السعي وراء السلام عند النظر فيما يحدث في مناطق أخرى في العالم، عندما نفكر على سبيل المثال في أوكرانيا؟
الأمين العام: أعتقد أنَّ هذا الأمر يوضِّح أنَّه حتى عندما تبدو الأمور مستحيلة الحدوث، فبوجود الإرادة بتقديم التنازلات، يصبح السلام ممكناً. لقد شهدت كثيراً من لحظات الأمل في اليمن، تبعها خيبة الأمل. أما في هذا الوقت، فأنا متأكد من أنه سيتم بذل كل جهد ممكن من أجل صمود اتفاق السلام هذا. وآمل أن يكون هذا الاتفاق مصدراً للإلهام للآخرين، في أوكرانيا وفي مناطق أخرى في العالم للتأكد من معالجتنا للنزاعات المأساوية التي تقوض رفاه كثير من الناس في العالم.
وكما تعلمون، فقد طلبت من مبعوثي الخاص مارتن غريفيث أن يسعى نحو وقف إنساني لإطلاق النار في أوكرانيا، وسوف يسافر إلى موسكو الأحد القادم. وبعدها، سوف يسافر إلى كييف. ويعني ذلك أنَّنا لا نتخلى عن منظورنا بوقف القتال في اليمن أو في أوكرانيا أو في أي مكان آخر في العالم. شكراً جزيلاً لكم.
سؤال: رحلة السيد غريفيث إلى موسكو- هل رحلة السيد غريفيث إلى موسكو تعني أنَّ الطرفين منخرطان في هذه المبادرة؟
الأمين العام: لقد وافق الاتحاد الروسي وأوكرانيا على لقائه إثر متابعتهما لإعلاني عن بعثته الهادفة لوقف إنساني لإطلاق النار.