كلمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة في منتدى اليمن الدولي
الزملاء الأعزاء و السيدات والسادة،
يسعدني أن أكون هنا في ستوكهولم اليوم، كما يسعدني أن التقي بمجموعة من الأصدقاء اليمنيين هنا.
اسمحوا لي في البداية أن أتقدم بالشكر إلى مُنَظِّمَي هذا اللقاء وهما مركز صنعاء وأكاديمية فولك برنادوت. فقد حرصا على خلق مساحة لإعلاء الأصوات اليمنية، وهذا التجمع هو تتويج لعملهما الجاد. وإنَّ إيماني عميق بضرورة إعادة السياسة إلى اليمن وضرورة جمع اليمنيين ليحددوا معاً مستقبلهم السياسي بأنفسهم. وهذا مايعمل عليه مكتبي منذ أشهر ، لهذه المؤتمرات أهمية بالغة في توسيع فرص تبادل الأفكار.
إنني على علم بأن هذا المؤتمر قد تم التخطيط إليه منذ وقت طويل لكنَّ انعقاده جاء بالفعل في لحظة مواتية تمثل فرصة لم يكن ليتوقعها كثير من الناس.
فها نحن نرى، للمرة الأولى منذ بدء هذا النزاع، تحولاً ملموساً في مسار الحرب، ففي نيسان/أبريل الماضي وافقت الأطراف على وقف العمليات العسكرية الهجومية لمدة شهرين كما اتفقت على سلسلة من التدابير الإنسانية والاقتصادية. وفي بداية هذا الشهر مددت الأطراف التزامهما بالهدنة لشهرين إضافيين. هذا إلتزام اتجاهكم، وهي خطوة تمنح اليمنيين فترة راحة هُم بأمس الحاجة إليها واحساساً الأمل بأن هذه الحرب يمكن أن تنتهي.
وكما أبلغت مجلس الأمن للأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي، ما زالت الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة قائمة لكنها هدنة هشة بعيدة عن المثالية، ومع ذلك فهي قائمة. وبالنظر لما مر به اليمن خلال السنوات السبع الماضية، يتوجب علينا أن حماية هذا الوضع الدقيق وتعزيزه. لقد اجتمعت الأطراف وجهاً لوجه تحت رعاية الأمم المتحدة للمرة الأولى منذ سنوات. وربما سافر بعضكم إلى هنا على متن إحدى الرحلات الجوية من صنعاء. وهذه هي خطوات أولية مهمة ورمزية في اتجاه ما آمل أن يكون معتاداً. وأريد من ذلك أن يستمر. إن المسار نحو السلام في اليمن سوف يتطلب استثماراً و تصميماً وعزيمة، ويبدأ بتحول الإجتماع مع الآخر إلى أمر طبيعي، وتحول الحوار إلى أمر طبيعي وتحول الهدوء في الحياة اليومية إلى أمر طبيعي.
نعلم جميعاً أنَّ هذه ليست مهمة سهلة، وندرك التحديات والعوائق، وكما قلت سابقاً، الحلول المؤقتة لا تكفي وأفضل ما يمكنها فعله هو توفير انفراج مؤقت، لكنها لن تحقق سلاماً مستداماً. من الضروري تلبية الحاجات الملّحة والأولويات في سياق عملية سياسية أوسع نطاقاً، تقود إلى تسوية شاملة. أريد تجنب وضع تجعل فيه الأطراف إحراز التقدم مشروطاً وتحصره في تلبية مصالحها فقط، لا بد من الإصغاء إلى الأصوات الأخرى.
لقد أصبح توجهي معروفاً للجميع: عملية متعددة المسارات ترعاها الأمم المتحدة تعالج أولويات الأطراف المتحاربة ضمن سياق أجندة واسعة النطاق تسترشد برؤى اليمنيين. وإنني ممتن لكثير من اليمنيات واليمنيين هنا ممن شاركوا في المشاورات التي عقدتها لإثراء هذه العملية وبنائها. ويسعدني أن يكون بصحبتي اليوم بعض أعضاء فريقي وزملائي ممن يمثلون كل مسار من المسارات الثلاثة السياسي والأمني والاقتصادي.
أرحب بالفرصة التي تقدمها المنابر مثل منبركم هذا للحوارات غير الرسمية. إن الموضوعات التي ستناقشونها في الأيام الثلاثة القادمة محورية لجعل السلام المستدام ممكناً.
إنَّ المجتمع الدولي داعم لجهودكم ، وهو دعم ضروري لكنه لا يكفي، إذ على اليمنيين والقادة اليمنيين من مختلف أنحاء البلاد أن يقرروا منح السلام فرصة جادة، وعليهم تصور ما سيبدو عليه السلام، وتحديد الخطوات والتنازلات التي يجب اتخاذها لبلوغ السلام. ومكتبي والأمم المتحدة هنا اليوم للإصغاء إليكم ودعمكم في بحث إمكانية السلام.
شكراً لكم