لقاء المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مع الصحافة

15 يونيو 2021

لقاء المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مع الصحافة

مساء الخير، إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم جميعًا.
 
لقد أطلعت المجلس للتو على الوضع في اليمن. وكانت هذه آخر إحاطة لي بصفتي مبعوثًا خاصًا. إنني ممتن لمنحي امتياز خدمة هذا البلد الجميل والغني طوال السنوات الثلاث الماضية. وإنني ممتن لإتاحة الفرصة لي لمواصلة خدمة اليمن من خلال منصبي الجديد كمنسق للإغاثة في حالات الطوارئ ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، وهو المنصب الذي أتولى مسؤلياته لاحقًا في شهر تموز/يوليو. 
 
لقد سمعتم إحاطتي عن الوضع العام في اليمن، وعن آخر تطورات المفاوضات. كما تعلمون، فقد كنا نحاول على مدار عدة أشهر الوصول لاتفاق بشأن أربع نقاط: فتح مطار صنعاء للسفر الدولي، تقليل وإزالة العوائق على وصول السفن، وعلى الأخص سفن الوقود، إلى موانئ الحديدة، ووقف إطلاق للنار في جميع أنحاء البلاد، وبدء العملية السياسية. وكما أبلغت المجلس للتو، لا تزال الفجوة بين مواقف الأطراف، بين مواقف الحكومة اليمنية وأنصار الله، واسعة للغاية بشكل يمنعني عن إعلان ما وددت أن يكون بإمكاني إعلانه، وهو توصلهم لاتفاق. وقد حاولنا تجسير تلك الفجوة، إلا أننا لم نستطع أن نحقق ذلك حتى الآن. وقد أشرت أثناء الجلسة المفتوحة للمجلس الآن للمواقف المتباينة للأطراف. أود أن أقول أننا تلقينا دعمًا دبلوماسيًا كبيرًا في الشهور الأخيرة، بالأخص من الولايات المتحدة عبر مبعوثها الجديد، الصديق تيم لاندركينغ، وأيضًا من المنطقة بشكل كبير جدًا بما يتضمن المملكة العربية السعودية وعمان والكويت، وقد كنت في زيارة هناك في بداية الأسبوع الجاري. وقد عاد العمانيون، كما تعلمون، من زيارة إلى صنعاء استمرت لمدة أسبوع لمتابعة النقاشات التي قمت بها هناك.
وأود أن أنهي حديثي، إذا سمحت لي يا ستيفان، بأن أقول ببساطة أنه بالرغم من أن الصورة غالبًا ما تكون قاتمة في اليمن لأسباب إنسانية وسياسية وعسكرية، إلا أن هناك صورة مختلفة يحفها الأمل تأتي دائمًا، في الحقيقة، من تجربة النشاط اليمني الذي يمارسه المجتمع المدني. فكما قلت للمجلس، تستمر مجموعات الناشطين والشبكات المجتمعية والمجتمع المدني والشبكات النسوية في العمل من أجل تخفيف آثار هذا النزاع المروع بغض النظر عمّا يحدث على المستوى الدبلوماسي. وهذا النشاط يشهد على الروح اليمنية، ويُبقي على تركيزنا ويُرشدنا، كما آمل أنه يحافظ على صدقنا أيضًا.
شكرًا جزيلاً لكم.

 

أسئلة الصحافة

أسوشيتد برس: شكرًا جزيلاً للسيد غريفيث بالنيابة عن رابطة المراسلين المعتمدين لدى الأمم المتحدة وشكراً لك على هذا اللقاء. نأمل في أن نرى ونسمع منك كثيرًا عند استلام منصبك الجديد. سؤالي هو حول أملك في أن تكون سلطنة عمان قادرة على إحراز تقدم في الأمور التي لم تتمكن انت من إحراز تقدم فيها. ما الذي يعطيك الأمل في إمكانية نجاح سلطنة عُمان؟

السيد غريفيث: شكرًا إديت، وأنا أتطلع إلى أن أكون معكم بشكل حضوري في منصبي الجديد الذي يشعرني بشيء من الرهبة لنه لشرف كبير لي أن أتولّاه. أعتقد أنك تطرحين السؤال الرئيسي هنا عن سلطنة عمان. إنّ زيارة الوفد العماني إلى صنعاء هي أول زيارة يقومون بها، أقلّه منذ تولّيت منصبي. وأعتقد أن هذه هي المرة الأولى منذ بداية الحرب. كما تعلمون كان لسلطنة عمان دائماً، في اليمن وفي قضايا أخرى مختلفة في المنطقة، دور في رأب الصدع ودور وساطة أحياناً. لذا، حين طلب ملك المملكة العربية السعودية إلى سلطان عُمان أن يساعد في دفع هذه المفاوضات قدماً، كان من المهم بالنسبة لنا جميعاً أن يوافق السلطان، وقد فعل وأرسل فريقه، والآن لا نعرف ما هي نتيجة هذه الزيارة. هناك تخمينات قوية حول هذا الأمر كما تعرفون، ولكن آما أن نعرف المزيد في الأيام المقبلة، سأزور الرياض غداً حيث آمل أن يطلعني العمانيون بأنفسهم على المزيد. وللإجابة على سؤالك المحدّد، لماذا نعتقد أن هذه المحاولة تحمل المزيد من الأمل مقارنة بمحاولتي، أعتقد أنه من المهم جدا أن نفهم أن زعيم أنصار الله يريد، في اعتقادي، أن يمد يده إلى سلطنة عُمان، بطريقة مختلفة عن الأمم المتحدة. لقد لعبت سلطنة عُمان هذا الدور التوفيقي على مدى السنوات العديدة الماضية، والآن قررت وخاطرت، بصراحة، في المحاولة للتوصل إلى اتفاق. آمل، وبدون أي معلومات مؤكدة، آمل أن نرى تقدّماً. انّ الامر المهم الذي نركّز عليه هنا هو التزام من أنصار الله بوقف إطلاق النار بالإضافة إلى فتح الموانئ والمطار ثم العملية السياسية. إن كان بوسعنا أن نركز على كيفية التأكّد من حصول ذلك، فأعتقد أننا قد نحرز تقدما في النهاية في اليمن في الوقت الذي أهمّ بالرحيل ا واراه من زاوية مختلفة. شكراً

تلفزيون NHK الياباني: شكرا جزيلا للسيد غريفيث على هذه الإحاطة. نحن نقدر ذلك كثيرا. سؤالي هو هناك الكثير من المعلّقين الذين يقولون إن أنصار الله لن تحقق الكثير من خلال انخراطها ولقد استمعنا إلى ملاحظات مماثلة من السيد ليندركينغ، المبعوث الأميركي، لذا فإن سؤالي هو، من الناحية الاستراتيجية، ما الذي يريده أنصار الله ولماذا لم تتمكن الأمم المتحدة من تقديم ذلك الامر؟

السيد غريفيث: شكرًا جزيلاً لك. دعني أتناول فكرة ما لم تتمكن الأمم المتحدة تقديمها. لست أنا من يقدّم ما يريده أو لا يريده أنصار الله، بل الطرف الآخر. إنّها مفاوضات بين حكومة اليمن وأنصار الله. أنا أقف في الوسط فحسب، انه سؤال جيد جدا توبي، ولقد كان محوريا في كثير من المرات التي قابلت فيها زعيم أنصار الله حتى مارس/آذار 2020 كما تعلمون، ولم التقيه منذ ذلك الحين إلا قبل بضعة أيام. الأمر يتعلّق دوماً بالتوصّل الى تلك المعرفة وهذه هي وظيفة الوسيط على وجه التحديد. ما هي الحوافز للقيام بالشيء الصحيح، أعتقد في أي حرب أهلية، إن توجّهت الى أي شخص وأنا متأكد أنك تتوجّه إليهم جميعاً، سيكون لديه هذا السؤال وهو السؤال الأهم، خاصة عندما يتعلّق الأمر بالجماعات المتمردة بخلاف الحكومة. اعتقادي هو التالي، وليس لدي أي دليل، هذا هو تخميني، وهذا التخمين مبني على أساس كل تلك المحادثات والمناقشات، وللمناسبة فإنّ مكتبي لديه مكتب في صنعاء فيه موظّفون محليون شجعان جيدين. هذا ما أعتقده، ما سيجنيه أنصار الله من إنهاء الحرب والدخول في تسوية سياسية هي أنه سيكون لهم دور مهم في إدارة سياسية وانتقالية جديدة وحكومة تقاسم السلطة. وهذا ما ليس لديهم حالياً، فهم غير مقبولين دوليًا. وهم ليسوا، وبغض النظر عن رأيهم، إدارة شرعية، بل هم سلطات أمر واقع، وسيعني ذلك أنهم سيصبحون جزءاً من السلطات المعترف بها. ثانياً، كل واحد لديه تكهنات حول دوافع أنصار الله، وتجربتي في التعامل مع مجموعات من هذا النوع، في العديد من الأماكن المختلفة، هو إنه بغض النظر عن رأيك بهم، من الخطأ أن نستخفّ بحاجتهم إلى القيام بالشيء الصحيح أمام الناس الموجودين ضمن دوائرهم الانتخابية أو في حالة أنصار الله الناس الواقعين تحت حكمهم إدارياً في الشمال. من الخطأ أن نستخفّ برغبة الإنسان في القيام بالصواب، وأن يبدو أنه يفعل الصواب، كان ذلك ثانياً. إذا كان الهدف الأول هو أن يكونوا جزءاً من إدارة مشتركة انتقالية، والثاني أن يكون جزءاً من إنهاء هذه الحرب، وثالثا ربما يكون أقل أهمية، ولكن أعتقد أنه من المهم بالنسبة لأنصار الله، قد يكون اليمن محظوظا بإعادة الإعمار من حيث القدرة على تمويل أجزاء مختلفة من البلاد وحاجته لإعادة الإعمار. هناك بعض الجيران المهمين جداً الذين قد يساعدون، وأعتقد انّه سيكون هناك طرقا سيستفيد بها كل من يشارك في هذا الانتقال. وفي نهاية المطاف، يا توبي لا أدري، كوسيط. لا أعرف إن كان أنصار الله سيفعلون هذا أم لا، وظيفتي هي ببساطة منحهم الفرصة للقيام بذلك والاستمرار في فعل ذلك بالضبط، شكرًا لك.

رويترز : شكراً ستيفان وشكراً للسيد غريفيث، اتطلع إلى العمل معكم في منصبكم الجديد. لا بد لي من متابعة سؤال إديت، فقط للتوضيح، اذاً أنت لا تعرف إن كانت سلطنة عُمان قادرة على تأمين أي نوع من الاتفاق من الحوثيين وقد أوضحت للمجلس بالضبط ما كنت تحاول الحصول عليه من كلا الجانبين. هل تسير سلطنة عمان على نفس النهج وتتطلع الى الحصول على نفس الاتفاق؟

مارتن: نعم، في الواقع، أجد أنه من المثير للإعجاب أنّ سلطنة عُمان حافظت على الكثير من الانضباط في الحفاظ على ما ناقشوه في صنعاء لأنفسهم. سأل الكثير من الناس ما الذي حصل، والكثير من الناس سألوا محاوريهم لدى أنصار الله عمّا حدث. وكذلك فعلنا نحن أيضاً بالطبع، وكما قلت نحن ما زلنا لا نعلم شيئاً، وأعتقد أن هذا في الواقع مستوى مبهر جدا من الانضباط، أنت على حق تماما يا ميشيل. لقد كانوا يسيرون على نفس المنوال الذي اعتمدناه قبلهم بأسبوع، وتوصّلنا إلى الاستنتاج الذي تعرفينه. لذلك، آمل أن ما سنراه هو أن الاسم الجيد لسلطنة عمان وهو اسم جيد في هذه المنطقة، إنه اسم مهم جدًا مع أنصار الله، قد ينجح في أن يجعلنا جميعًا، مع الطرف الآخر، والتحالف أيضًا، مقتنعين بأنً أنصار الله يتصرفون بحسن نية عندما يقولون إنهم سيدخلون في مفاوضات لوقف إطلاق النار. لا أعرف الآن كما قلت، إن كان هذا ما سنسمعه في اليومين المقبلين، ولكن بالنسبة لي إذا قدمت سلطنة عُمان ضمانات في هذا الصدد، أعتقد أن هذا امر مهم للغاية وقيِّم للغاية. سنرى. سنعرف في اليومين المقبلين ما حدث بالفعل. شكرا لك.

التلفزيون العربي: شكرا لك شكرا سيد غريفيث على هذه الإحاطة، ونتمنى لك التوفيق في وظيفتك الجديدة. بخصوص الناقلة صافر، ما هي برأيك المشكلة الرئيسية مع سلطات الحوثيين فيما يتعلق بصافر، وقد قمت حاولت مقاربة الموضوع من نواحِ عديدة ومن الواضح أنها لم تنجح بعد. سؤالي الثاني هو: لقد غطيت المشاورات في ستوكهولم، لقد كان خرقا كبيرًا، ولكنك منذ ذلك الحين أصررت على إعطاء ربما رسالة أمل في كل إحاطة قدمتها للمجلس وفي لقاءاتك الصحافية. لقد أصررت دائمًا على إيصال رسالة أمل في وقت ربما كان البلد ينهار، ولم تكن العملية نفسها تمضي قدمًا أو تتحرّك. لذا، هل تعتقد أنك أعطيت التقدير الدقيق، لأنني سمعت بعض النقد أنه، في بعض الأحيان، أدى ذلك الى تضليل للمجلس أو الساحة الدبلوماسية بشكل عام. شكرا لك.

السيد غريفيث: شكرا لنبيل، فيما يتعلق بالناقلة صافر، إنه أمر محبط إلى حد بعيد، ولكن يمكن أن تتخيل، أنه محبط بشكل كبير بالنسبة للأشخاص الذين قد تتعرض أرزاقهم للخطر من أيّ تسرّب محتمل من الناقلة. وبالتالي، فإن موظفي الأمم المتحدة من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، وهم المسؤولون، ومن يقوم بهذه المفاوضات هم محبطون طبعا. لكن الجوهر هو القلق وآخر ما كان مقلقاً وما أعاق المفاوضات هو أنّ أنصار الله، من خلال لجنتهم الفنية، حسب ما فهمت، طالبوا بأن تقوم بعثة التقييم الفنية بإصلاح الناقلة وليس فقط بتقييم وضعها وإجراء الإصلاحات الصغيرة التي قد تكون مطلوبة لتثبيتها. لقد كان موقف الأمم المتحدة منذ عام واحداً، أنه لا يمكن معرفة الإصلاحات الضرورية ما لم يتم إجراء التقييم. عليك أن تتفحّص الناقلة أولاً لترى ما هو مطلوب، ثم تقرر كيف ستصلحها. إذاً، هو سوء فهم تقني على الأقل، لكنها أيضًا مشكلة تواصل في كلا الاتجاهين. تحاول الأمم المتحدة جاهدة الالتزام بالاتفاقات التي أبرمت مع أنصار الله طوال أشهر، وما زلنا نشعر بالإحباط. بالطبع في منصبي الجديد، دوري فيه مساءلة أكبر في هذا الشأن، بدلا من دور المراقب الحالي. وأعتقد أنّ علينا أن ننظر أيضا في الخيارات التي تواجهنا، لأن هذه جولة لا نهاية لها من الإحباط لكل المعنيين وأنت من المنطقة وتفهم ذلك أفضل بكثير مني. فلننظر إذن إلى الخيارات الممكنة بالاضافة إلى محاولة إنجاح هذه اللجنة الفنية التابعة لمكتب الامم المتحدة لخدمات المشاريع. 

فيما يتعلق بمسألة تضليل المجلس، إن كان في وسعي أن أعيد صياغة كلماتك التلطيفية. في الواقع، إن قمت بالنظر إلى الأشهر الستة الماضية تقريباً، فلن تجد الكثير من الأمل على الإطلاق، بل كانت مشاعر مختلطة من الغضب والإحباط بالإضافة إلى نوع من الحزن. والصورة التي قدّمتها اليوم كانت قاتمة. ولم أقل اليوم عمداً "لا تقلقوا الفرج آت" لأننا ننتظر أن نسمع من سلطنة عمان، بل أردت أن ابقي المشاعر محدودة.

أود أن أوضح أمراً وكما تعلمون لقد سبق أن قلت ذلك للمجلس، إن لم تشجع الناس في عملك كوسيط، فأنت لا تقدم لهم الخدمة التي يحتاجون إليها. إن قلت بكلّ بساطة لا شيء من هذا ينجح، إنه أمر مريع، الحرب مستمرة، يا لها من كارثة، تدبّروا أمركم الآن، سيقول أعضاء هذا المجلس: شكرا لك، أنت لا تقوم بعملك كوسيط. إنّ مهمة الوسيط كما حاولت أن أقول في هذه الجلسة اليوم هي أن يقدّم فرصاً غير معدودة لكل طرف حتى يقول نعم. إنه موضوع تشجيع وإنما أيضاً ايجاد فرص إبداعية حيث لا وجود لها. وما كنا نقوم به حتى الآن، هو تضييق الهوة وضيقناها الآن أخيرا. لقد كنا نركز هذا العام على هذه القضايا الأربع، ونحن نعلم أننا قادرون على التوصّل إلى وقف إطلاق النار ونعرف ما علينا القيام به في الموانئ والمطار ونحن نعرف كيف يتمّ إطلاق العملية السياسية، والآن يتعين على الأطراف أن يوافقوا. دعونا نأمل ذلك. دعونا نأمل.

وكالة الصحافة الألمانية: شكرا جزيلا لك سيد غريفيث على هذه الإحاطة، مجرد متابعة سريعة حول ناقلة النفط صافر، هل صحيح ما فهمته مما قلت إن علينا النظر في أي إجراءات أو خيارات أخرى يمكن تطبيقها، ماذا تعني بذلك؟

مارتن: من الأفضل ألا أدخل في أي تفاصيل حول هذا الموضوع. هناك الكثير من العروض، كنت في طهران منذ أيام، أطلعوني على عرض من إيران للمساعدة ربما من خلال توفير ناقلة نفط بديلة أو ما شابه. وهناك جهود للقطاع الخاص التجاري للنظر في طريقة مختلفة للقيام بذلك، ولكنني لا أريد الخوض في هذه التفاصيل لأننا نركّز على محاولة تحقيق هذا الأمر في الوقت الراهن.  سيكون من الغباء ألّا ننظر إلى الأفق أيضًا ونقول هل هناك طريقة أفضل للقيام بذلك بدلاً من السعي غير المجدي لمحاولة إيجاد حلّ. أنا ممتن لفريق عمل الأمم المتحدة لخدمات المشاريع الذين أمضوا الكثير من الوقت في العام الماضي في محاولة لاستكمال هذه المفاوضات المتواصلة. إن كان هناك طريقة أسرع للقيام بذلك، فعلينا جميعا أن نكون سعداء. شكرا لكم.

ذا ناشيونال: شكرا لك ستيفان، شكرا لك سيد غريفيث. لدي سؤال، هل يمكنك إعطاءنا المزيد من التفاصيل حول الوضع في مأرب. هل يمكن أن تعطينا فكرة عن رأيك في احتمال انتصار الحوثيين العسكري هناك؟ من خلال محادثاتك الأخيرة في صنعاء، هل يمكن القول إن الحوثيين لن يساوموا على وقف إطلاق النار الأوسع حتى يتم تقرير مصير مأرب. وأخيرًا، هل سيكون فوز الحوثيين هو المسمار الأخير في نعش حكومة هادي؟

السيد غريفيث: حسنًا، يبدو أنك جيمس تعلم أكثر مما أعرفه عما يحدث في مأرب. لا أعلم إن كانت مأرب ستسقط في يد أنصار الله بالفعل، وكما سألتني، إنه شيء ننظر فيه بعناية قدر الإمكان، لدينا مستشارونا العسكريون ونتحدث مع الآخرين بالطبع حول ما يجري. لا أعتقد أن مأرب ستسقط في أي وقت قريبًا أو غدًا. لقد سادها الهدوء كما تعلم منذ شهر أو ستة أسابيع مع استمرار الشائعات من صنعاء حول تجدد الهجوم، ووجود قوات أنصار الله في محيطها، على بعد حوالي 15 كيلومترًا أو نحو ذلك من المدينة، تعد المدينة هدفًا هامّاً إلى حد ما مثلما كانت مدينة الحديدة في العام 2018. في المدينة عدد هائل من النازحين كما تعلمون، أعداد هائلة من الناس ولن تكون سهلة، أنا لست جنرالا ولست عسكرياً، لكن المعارك في المدن ليست سهلة.  لم تحرز ميليشيا أنصار الله تقدّماً كبيراً في الأشهر القليلة الماضية، لكن هذا لا يعني القول إنها لن تفعل ربما. من جديد، أنا لا أدري وقد يتمكنوا من ذلك، ومن الواضح لي كما تعلم أن احتمالات فوز أي من الطرفين، ولكن بشكل خاص، انتصار أنصار الله في مأرب، كان عبئًا على المفاوضات للتوصل الى وقف إطلاق نار على مستوى البلاد. لهذا السبب، وللمناسبة، كنت مهتمًا جدًا لرؤية عبد الملك الحوثي يقول لي، إن كان بإمكانك فتح الموانئ والمطار، شكرًا جزيلاً لك، سنكون عندها على استعداد لإرسال أشخاص على الفور للتفاوض على وقف إطلاق النار. لذلك، لست متأكدًا كيف ستنتهي الأمور في ساحة المعركة، فهناك الكثير من الأخبار المتناقضة التي نحصل عليها من مستشارين عسكريين مختلفين، لكنها بالتأكيد نقطة ارتكاز الحرب في اليمن وهي غاية في الأهمية. إن كانت ستسقط مأرب بيد أنصار الله، وما تأثير ذلك على حكومة اليمن مرة أخرى، لا أعتقد أنه سيؤدي إلى تآكل كامل للحكومة اليمنية وأعتقد أنها ستكون معركة أخرى خاسرة، ولكن لا يزال هناك الكثير من الموارد والقوى، القادرة للأسف على خوض المزيد من المعارك، لذلك لا أعرف إلى أين ستذهب الأمور، لكن من المهم بالنسبة لي ولنا ألا تسقط.

العربي الجديد: شكرًا لك ستيفان، شكرًا لك سيد غريفيث على الإحاطة. أريد فقط أن أتناول أولاً دور سلطنة عمان، يبدو لي أنك، إذا جاز لي أن أصفها على هذا النحو، أنت تتخلى عن دور الأمم المتحدة، فأنت تمنح عُمان مكانًا أكثر أهمية في المفاوضات. ما هو دور الأمم المتحدة بعد ذلك بنظرك؟ وسؤالي الثاني حول إحاطتكم اليوم أمام مجلس الأمن، باختصار فقط، أوجزت الخلافات الرئيسية بين الطرفين في الوقت الحالي، بالقول إنّ الحوثيين يريدون الاتفاق أولاً على مطار صنعاء وموانئ الحديدة. والحكومة اليمنية تريد أن يكون هناك اتفاق على جميع القضايا. لذا فإن سؤالي لك هو ما هي خارطة الطريق الخاصة بكم، لقد كنت تعمل على ذلك طوال السنوات الثلاث الماضية أو أكثر، برأيك ما الذي يمكن القيام به عمليًا الآن للتقدّم خطوة إلى الأمام لسد الفجوة بين هذين الموقفين؟ شكرا جزيلا.

السيد غريفيث: لنتحدّث عن الدور أولاً. أنا لا أتخلى عن أي شيء من دور الأمم المتحدة، فالأمم المتحدة لديها مثل أي وسيط في أي نزاع، مساعدة من جهات دبلوماسية مختلفة من وقت إلى آخر. وآمل أن يساعدنا ما تفعله سلطنة عُمان على تحقيق خرق للوصول إلى اتفاق بشأن تلك القضايا الأربع. لكن هذا لا يعني أنّ الأمم المتحدة لن تستمر في كونها الوسيط، الأمر غير مطروح كما تعلمون في اليمن، على عكس النزاعات الأخرى. ثانيًا، ستحتاج الأمم المتحدة بالطبع إلى إدارة وقف إطلاق النار وستحتاج الأمم المتحدة، بالطبع، إلى أن تكون فعّالة في الترتيبات الجديدة في الموانئ والمطار، وستطلق الأمم المتحدة بالطبع العملية السياسية. لا شيء يقلل من دورنا. إنه ببساطة، كما آمل، مضاعف للزخم بسبب مكانة سلطنة عمان الخاص، وكما تعلمون، لقد حصلنا على الكثير من المساعدة من الولايات المتحدة والسعوديين وغيرهم في دعم الأهداف التي نتحدث عنها علنًا ونتفاوض حولها بعيداً عن الإعلام. في هذه المرحلة نحن بانتظار نتيجة البعثة العمانية، لا أريد التكهن بمقاربة جديدة. أعتقد أنه من المهم حقًا أن نجعل الأطراف والشعب اليمني يركزون على إنجاز هذه الأشياء الأربعة، وهذه الامور لم يتم اختيارها بطريقة عشوائية، بل تم اختيارها لأنها تقدم دفعة إنسانية لإنهاء الحرب ووقف إطلاق النار وفتح الطرق وما إلى ذلك، وإدخال السفن النفطية بحيث يكون لها تأثير فوري وحيوي على وقف انتشار المجاعة والسماح بعمليات الاغاثة الإنسانية وهي أيضًا تساهم ببدء العملية السياسية وهي التي تأخرت كثيرًا جدًا، كما قلت في المجلس. لذلك لا أريد أن أبدأ في التفكير في مقاربة جديدة عندما يكون لدينا توافق تام في الجهود الدبلوماسية في المنطقة وفي المجلس على إنجاز هذه الأشياء الأربعة، لنرَ إن كان بإمكاننا تحقيق ذلك، شكرًا لك.

وكالة فرانس برس: شكراً لك ستيفان، شكراً لك سيد غريفيث على هذا الإحاطة، هل تعتقد أنّ إيران طرف رئيسي للتوصّل إلى اتفاق في هذا النزاع؟

السيد غريفيث: انه سؤال صريح للغاية، فيليب. هم مهمّون، كما تعلمون، ويمكنهم المساهمة في حل النزاع، ربما سمعت التصريحات الأخيرة، في سياق زيارة أو اجتماع مع الاتحاد الأوروبي، لأحمد بن مبارك، وزير خارجية اليمن الذي قال تواصلوا مع إيران واطلبوا مساعدتهم، لقد قال إن إيران هي المفتاح. لن أذهب إلى هذا الحد لكن ما أودّ قوله هو أن إيران لها نفوذ في هذه المنطقة ومع أنصار الله، عليهم استخدام هذا النفوذ لصالح ما نحاول القيام به. كانت هذه هي الرسالة التي أوصلتها خلال زيارتي إلى طهران منذ حوالي أسبوع. وتعلمون أن وزير الخارجية ظريف يتحدث كثيرا عن الحاجة إلى وقف إطلاق النار وما يسميه رفع الحصار واتفاقية تقاسم السلطة. لن أبتعد كثيرا عن ذلك، فإذا كان هذا هو الموقف الإيراني، فهذا موضع ترحيب كبير. لذلك أود أن تساعد إيران. أعتقد أيضًا أن اليمن مستفيد محتمل، ليس على الفور، ولكن مع مرور الوقت من أي خفض للتصعيد في المنطقة لأنني أعتقد أن اليمن أصبح جاهزاً كي لا يكون فيه مكان للتدخلات الخارجية ولا هي مفيدة له. أود أن أوضح نقطة أخيرة حول هذا، تعلمون جيدًا كما يعلم أي شخص تحدث إلى المسؤولين في أنصار الله، أنهم يصرّون بشدة على حقيقة أنهم هم من يتخذون قراراتهم بشأن مستقبلهم وليس أي شخص آخر. ويصرّون دائماً على أن أفهٍم ذلك لأي شخص آخر أتحدث إليه. وأعتقد أنهم على الأرجح على حق، أعتقد أنه من الخطأ الانتقاص من فخر واحترام الذات لدى قيادة حركة أنصار الله، وفي هذا الصدد هم الذين سيحتاجون إلى اتخاذ قرار وهذا يعود إلى الأسئلة السابقة حول إمكانية بأن يقوموا بالصواب أم أنهم سيواصلون المعركة كما في مأرب. شكرا جزيلا لكم جميعاً.