الكلمة الافتتاحية لنائب رئيس البعثة سرحد فتاح في القمة النسوية السابعة في عدن
السيدة مها عوض، رئيسة مؤسسة وجود للأمن الإنساني
السفراء، أصحاب السعادة والزملاء،
السيدات والسادة الأفاضل،
السلام عليكم ورحمه الله
يسعدني أن أخاطبكم في الجلسة الافتتاحية من القمة النسوية التي تعقد للسنة السابعة في أجواء ملؤها العزيمة والاصرار في الاسهام في تحقيق سلام شامل وعادل لليمنيات واليمنيين.
هذا المؤتمر أصبح ممكنًا للسنة السابعة على التوالي بفضل قيادة مؤسسة وجود للأمن الإنساني، التي يجب أن تُعتبر التزامًا راسخًا بدعم النساء اليمنيات في نضالهن الوطني من أجل السلام والمساواة والتنمية. وهنا أود أن أعبر عن تقديري وشكري لكل المشاركين على حضوركم هذا الحدث رغم التحديات التي يمر بها الجميع فردا فردا، وعلى عزمكم وإصراركم في جعل تحقيق المساواة للنساء ورسالتكم النبيلة.
السيدات والسادة،
لقد سمعتم المبعوث الخاص يقول مرارا وتكرارا، إن جهود الوساطة التي يبذلها تنصب في جوهرها على إطلاق عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة. يمكن لليمنيين و اليمنيات من خلال هذه العملية أن يجلسوا إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى تسوية شاملة للصراع وتحقيق سلام عادل ودائم.
ولعلكم توافقوني أنه من أجل أن ننجح في تحقيق السلام الدائم، فمن الضروري أن يكون لجميع شرائح المجتمع اليمني، وخاصة الفئات الأقل تمثيلاً مثل النساء، صوت مسموع في صياغة المستقبل السياسي لليمن.إذ لا يمكن تحقيق تسوية سلمية عادلة ومستدامة إلا إذا كانت شاملة ومبنية على وجهات النظر والأصوات المتنوعة من جميع شرائح المجتمع اليمني.
في هذا السياق، تلعب المبادرات مثل سلسلة اللقاءات التشاورية التي نقوم بها بالشراكة مع مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بعنوان " سلسلة اللقاءات التشاورية لوضع رؤية قاعدية لعملية سلام شاملة"، دورًا حيويًا في تعزيز أصوات النساء. حتى الآن، جمعت هذه المشاورات، التي عقدت في عمّان والقاهرة وعدن وحضرموت، مئات النساء والرجال اليمنيين، بما في ذلك الشباب، وقادة القبائل، والوسطاء المحليين، والمدافعين عن حقوق الإنسان، والفئات المهمشة.
لقد ركزت هذه المناقشات على ضرورة المشاركة الشاملة من جميع فئات المجتمع اليمني، ورفع أصوات النساء، مع التأكيد على أهمية المشاركة الكاملة والفعالة والآمنة للنساء. كما تجري حاليًا الاستعدادات لعقد المزيد من هذه اللقاءات في المستقبل القريب.
وفي الشهر الماضي كذلك، احتفل مكتبنا بالذكرى الرابعة والعشرين لآجندة المرأة والسلام والأمن من خلال إصدار عدد من الفيديوهات التي تسلط الضوء على قصص ملهمة لنساء يمنيات، حيث يلعب صمودهن دورًا حيويًا في تعزيز السلام والأمن في مجتمعاتهن.
نظراً للجهود القيمة التي بذلتها النساء اليمنيات في الماضي ولازالت تبذله اليوم فاننا نؤكد على ما جاء في اعلان مدريد، من دعوة الى جميع السلطات والأطراف اليمنية، وبدعم من شركاءنا في المجتمع الدولي، إلى الالتزام بزيادة مشاركة النساء في جميع مراحل صنع السلام، وفقاً لقرار مجلس الأمن 1325.
إن إدماج النساء هو مفتاح تحقيق السلام ولكن سلام دائم وشامل وليس اي سلام، حيث إن مشاركتهن الفاعلة مرتبطة بمبادئ حقوق الإنسان والمساواة. ومع ذلك، فقد تقلصت الفرص المتاحة للنساء بشكل كبير، ويواجهن تحديات كبيرة في تولي المناصب القيادية وصنع القرار، مما يؤثر سلباً على حياتهن. هذا الوضع يستدعي دعوة عاجلة لعملهن في المجالات الإنسانية والسياسية واالاقتصادية والأمنية.
حيث يجب أن تكون هناك جهود موحدة لدعم النساء اليمنيات وتحقيق أهداف قرار مجلس الأمن 1325 والخطة الوطنية 2020-2023. لنبنِ معاً سلاماً عادلاً وشاملاً يعيد الأمل لجميع اليمنيين، بما في ذلك النساء والفتيات اللاتي يستحقن حياة كريمة.
في الختام، أود أن أعرب عن تقديري العميق للجهود الحثيثة التي يبذلها كل منكم يوميا لتحقيق سلام عادل ومستدام، حتى في مواجهة التحديات الجسيمة. وأود أن أؤكد لكم مرة أخرى أن مكتبنا ملتزم بالشراكة الهادفة مع جميع أصحاب المصلحة. ويقينا، بتضافر جهودنا وبالحوار البناء والتعاون المنفتح، يمكننا الإسهام إسهاما رصينا في تمكين النساء والشباب وقادة المجتمع المدني وتعزيز دورهم الأساسي في صياغة مستقبل البلاد.
شكرا جزيلا.