المرأة اليمنية على الخطوط الأمامية للحرب والسلام

Photo credit: UNICEF Yemen/2017/Ansar

18 نوفمبر 2018

المرأة اليمنية على الخطوط الأمامية للحرب والسلام

"النساء في اليمن هن من يدفعن الثمن الأعلى للحرب، وهن أيضا صاحبات الدور الحاسم لبناء السلام"، كما تقول سمية، عضوة المجموعة الاستشارية النسوية اليمنية، والتي عقدت اجتماعاً في نوفمبر / تشرين الثاني الجاري في عمان.

ويعد اشراك المرأة عاملا مؤثرا بشكل عام في فهم الصراع، وفي توسيع القاعدة المحلية المعنية بعملية السلام، ومن ثم زيادة شرعيتها. وقد اعتمد مؤتمر الحوار الوطني اليمني في تقريره الختامي حصة إشراك بنسبة 30٪ للنساء في جميع المناصب الحكومية، وكذلك في تشكيل الوفود واللجان.

من أجل ذلك، وتمشيا مع قرارات مجلس الأمن رقم 1325 و1820، والتي تتناول أهمية إشراك المرأة في السلام والأمن، وكذلك ما ورد في الوثيقة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني اليمني، شكل مكتب المبعوث الخاص للأمين العام الى اليمن "المجموعة الاستشارية النسوية اليمنية". وذلك لضمان الاستماع لأصوات متنوعة من النساء اليمنيات، ولكي تقوم عضوات المجموعة بتقديم المشورة بصفتهن المستقلة، وبشكل مباشر للمبعوث الخاص وفريقه، مستندات على مبادئ الحياد والاستقلالية والمهنية.

وتقيم سمية، التي كانت من قبل عضوة في الحوار الوطني اليمني، داخل اليمن منذ قبل فترة الحرب. وتقوم بالكثير من العمل للمساعدة في حل النزاعات على المستوى المحلي، حيث أسهمت في حل نزاع بين قبيلتين كان قد أودى بحياة أكثر من 60 شخصًا.

وبوصفها وسيطة ومُيسرة، تعتقد سمية أن التواصل الفعال مع جميع الأطراف أمر أساسي للتوصل إلى تسوية سلمية. "بالنسبة لهذا النزاع تحديدا، كانت جميع الأطراف تتجاوب وتشارك بشكل كامل مع جهود الوساطة، ولم يرفضوا التعامل مع امرأة، حيث استطعت الفوز بثقتهم والعمل معهم للتوصل إلى تسوية."

وسمية التي درست القانون، وتدربت كمحامية وتعمل في مجال الوساطة بشكل طوعي، لاتزال تشعر بالقلق من أن الحرب الدائرة في اليمن قد يكون لها تأثير سلبي على جهود الوساطة المحلية هذه. "لا تزال مثل تلك التسويات هشة. عندما تكون الحرب مستمرة في كل مكان، قد ينفجر النزاع الذي تمت تسويته مرة أخرى." ورغم ذلك، تنوي سمية مواصلة العمل داخل اليمن لنشر قيم الحوار والسلام والتعايش. "لا يمكن تحقيق سلام على المستوى الوطني دون بذل الجهود لبناء السلام على المستوى المحلي".

خلال اجتماعهم الأخير في عمان، ترأس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، جلسة ضمن اجتماعات المجموعة الاستشارية النسوية اليمنية، والتي عقدت على مدار يومين، حيث ناقش غريفيث مع المجموعة جهوده الحالية لإعادة إطلاق العملية السياسية، وكذلك الوضع العام في اليمن. وشدد غريفيث على أهمية دور المرأة اليمنية في بناء السلام عندما تضع الحرب أوزارها، كما أكد على أهمية مشاوراته مع المجموعة الاستشارية النسوية، وأيضا على أهمية العمل الملهم الذي تقوم به عضوات المجموعة، وغيرهن من النساء اليمنيات اللاتي تواصلن العمل داخل اليمن.

والمجموعة الاستشارية النسوية اليمنية ليست هيئة مستقلة أو وفد منفصل داخل المفاوضات، لكنها مجموعة تعمل بالتعاون الوثيق مع قسم المرأة والنوع الاجتماعي والسلام والأمن في مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، بما يدعم الاستراتيجية العامة للمبعوث الخاص. ويتم اختيار عضوات المجموعة النسوية على أساس خلفيتهن المهنية وكفاءتهن الشخصية. وتستند المشورة التي يقدمنها على الخبرة الفنية وليس على ميولهن السياسية، أو أي دوافع شخصية أخرى. اضافة الى ذلك، يتم تدوير عضوية المجموعة الاستشارية من أجل الاستفادة من خبرات عدد كبير من النساء اليمنيات واسهاماتهن.

 

كتبت: حنان البدوي، مسئولة الاعلام والاتصال بمكتب المبعوث الخاص