كلمة المبعوث الأممي الخاص في لقائه مع الصحفيين عقب إحاطته لمجلس الأمن حول اليمن
14 يونيو/حزيران 2022، نيويورك - مساء الخير. يسعدني أن أعود مجدداً إلى نيويورك وأن أراكم جميعاً. لقد أحطت للتو المجلس حول آخر الجهود المبذولة، وأود أن أنتهز هذه الفرصة لتقديم بعض النقاط الموجزة بهذا الصدد.
تستمر الهدنة في تقديم منافع ملموسة للشعب اليمني، حتى اليوم، تم تسيير ثمان رحلات جوية ذهاباً وإياباً بين مطار صنعاء وعمَّان والقاهرة. وما زال ميناء الحديدة يشهد تدفقاً متزايداً ومنتظماً للوقود مما يخفف من أزمة نقص الوقود بشكل كبير. وإضافة إلى التدابير التي تهدف إلى تخفيف معاناة المدنيين في اليمن، ساهمت الهدنة أيضاً في خفض التصعيد العسكري بشكل ملموس والحد من عدد الضحايا في صفوف المدنيين في مختلف أرجاء اليمن وخارج حدودها. لكننا مع ذلك ما زلنا نشهد سقوط أعداد قياسية من الضحايا المدنيين جراء الألغام الأرضية عند تنقلهم عبر المناطق التي كان يتعذّر الوصول اليها من قبل نتيجة للقتال السائد قبل الهدنة. وقد مكَّنت الهدنة الأمم المتحدة أيضاً من عقد نقاشات مباشرة بين الأطراف المتحاربة للمرة الأولى منذ سنوات، إذ عقد مكتبي في عمَّان، الأردن، الشهر المنصرم، اجتماعين مع الممثلين العسكريين للأطراف لمناقشة تأسيس آلية مشتركة للتصدي للحوادث التي تهدد الجهود المبذولة لخفض التصعيد وإدارتها والحيلولة دون وقوعها. واجتمعت الأطراف أيضاً لمناقشة قضية إعادة فتح طرق في تعز وفي محافظات أخرى في اليمن.
وفي أعقاب النقاشات التي أجريت لفتح الطرق، قدَّمنا مقترحاً من الأمم المتحدة للطرفين يوازن بين الشواغل والمواقف التي أعرب عنها الجانبين، ويهدف إلى إعادة فتح طرق رئيسية في تعز والمحافظات الأخرى على مراحل. وهو مقترح يدعم الهدف الأساسي والأمل في توفير نتائج ملموسة ومقبولة لأهل تعز واليمن ككل، الذين لطالما أعاق النزاع حرية حركتهم.
إن حرية الحركة لا تقتصر على حركة اليمنيين من رجال ونساء وأطفال وسفرهم بشكل آمن وحر، بل يمتد أثرها ليطال توصيل البضائع الأساسية ونفقات النقل، وهو الأمر الذي نعلم جيداً أنه يضيف مزيداً من الضغوط على الاقتصاد اليمني المتدهور وعلى سبل عيش اليمنيين الذين يستمرون في تحمل عبء النزاع.
لقد قدمنا المقترح الخاص بتعز لكلا الجانبين وأنا الآن أنتظر رداً من قيادة أنصار الله، وآمل أن نتلقى ردهم قريباً، وأن يكون الرد إيجابياً. وكما ذكرت للمجلس، سوف أعمل خلال الشهر ونصف القادمين، عن كثب مع الأطراف لضمان تنفيذ جميع بنود الهدنة وتعزيزها. وأخطط لبدء مناقشات حول المسارات الاقتصادية والأمنية للوصول إلى حلول أكثر استدامة. وسوف أواصل العمل مع المعنيين اليمنيين بشأن خيارات استئناف العملية السياسية .
شكراً جزيلاً لكم.
أسئلة وأجوبة:
سؤال: لدي سؤالان. ذكرت بإنك تخطط للبدء بالمفاوضات على المسارين الاقتصادي والأمني. هل لديك موعد محدد لذلك؟ متى تخطط للقيام بذلك؟ وعندما تتفاوض مع كلا الجانبين هل ستجمعهم معاً؟ وهل تخطط لجمعهم معاً؟ وهل الحوثيون مستعدون للسماح بتفريغ ناقلة النفط عند توفير الأمم المتحدة مبلغ 80 مليون دولار المطلوب؟ شكراً.
المبعوث الأممي هانس غروندبرغ: شكراً لك. بخصوص التواريخ، لا توجد خطط بالنسبة للتواريخ. الفكرة أن هناك خَطَّين من الجهود سيكون لهما أهمية كبيرة في المرحلة القادمة. الأول، وكما ذكرت مسبقاً، هو ضمان التنفيذ الكامل للهدنة ومواصلة تنفيذ جميع عناصرها. ستجد النص الكامل لاتفاقية الهدنة على موقع البعثة ويمكنك الاطلاع عليه لمعرفة ما يجب توقعه. أما الخط الثاني من الجهود فيتعلق بالتأكد من أننا في نهاية هذه المدة لانريد تنفيذ الهدنة فحسب بل نريد أيضاً نسخة مُدَعَّمَة منها وحلولاً دائمة أكثر لبعض المسائل المتعلقة بالاقتصاد والترتيبات العسكرية الخاصة بالهدنة. وهذا شيء أرغب في الإنخراط فيه مع الأطراف. كيف سيحدث ذلك؟ من الواضح أنني سوف أواصل أولاً التحاور المباشر مع الأطراف لكنني في مرحلة ما سوف أرغب في رؤية الأطراف تجتمع وجهاً لوجه إذا أمكن ذلك معي تحت رعاية الأمم المتحدة. شكراً.
فيما يخص السؤال حول ناقلة النفط، فذلك سؤال جيد جداً كما هو الحال دائماً. تتم إدارة هذا الملف من قبل المنسق المقيم. أعتقد أن ماهو موضع ترحيب بهذا الصدد هو وجود التعهدات الإضافية التي شهدناها مؤخراً خاصةً التعهدات التي قدمتها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعني حسب عِلمِي أنَّ 40 مليون دولار قد أصبحت متاحة لتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، وآمل أن نكون في وضع يسمح لنا بالمضي قدماً.
سؤال من ديلي نيوز العربية: برأيك ما الذي يجعل الحوثيين يأخذون هذا الوقت الطويل للإجابة على مقترحك بفتح الطرق على مراحل؟
المبعوث الأممي هانس غروندبرغ: حسناً، إذا نظرت في الحقيقة بأن سبع سنوات مضت دون إيجاد حل لمسألة تعز رغم كل الجهود، أعتقد بأن انتظارنا لستة أيام أو أكثر قليلاً منذ تقديم المقترح لهم، في هذا السياق، ليس فترة طويلة من الزمن، لكنَّنا لا ننسى أننا نعمل في نطاق ستين يوماً هي مدة الهدنة وكل يوم يمضي هو يوم طويل. لذلك أعتقد أن هذا الأمر يؤكد على أن هذه القضية ليست سهلة. إلّا إنني أحث جميع الأطراف الآن أيضاً بمن فيهم أنصار الله على إحراز التقدم السريع في هذه المسألة قدر الإمكان.
متابعة لنفس السؤال: لم نسمع مثل هذه الأخبار الطيبة من اليمن منذ مدة طويلة. إلى أي درجة أنت متفائل بأن الهدنة الحالية سترسخ قواعد جيدة لتنفيذ تسوية أكبر نطاقاً من الناحية الواقعية؟
المبعوث الأممي هانس غروندبرغ: كل من يعرفني منكم ويعرف طريقة عملي، يعلم أنني أحاول أن آخذ خطوة واحدة في المرة وأتفادى الاستعجال، لكنني أتأكد دائماً من أنَّ جميع الخطوات التي اتخذها تُنَفَّذُ بطريقة تدريجية وبشكل مترابط. وانطلاقاً من ذلك، أعتقد أننا الآن شهدنا خطوات غير مسبوقة لم نشهدها خلال السنوات السبع الماضية. وذلك شيء نرحب به بالتأكيد. ولا شك في أننا نحتاج إلى بذل مزيد من الجهود، ولذلك أريد الاستمرار بالانخراط مع الأطراف حول جميع هذه القضايا وآمل أن نستطيع أن نأخذ الخطوات الضرورية للأمام. شكراً
سؤال: بناءً على ماذكرته، هل يمكنك أن تضع الأمور في سياقها و بعد هذه الفترة الطويلة من المحنة التي مر بها اليمنيون، هل تعتقد بأن اليمن قد اجتاز منعطفاً، وهل تتنبأ بوقت في المستقبل القريب تحل فيه الانقسامات السياسية وتكون فيه البلاد كاملة تحت حكومة واحدة؟
المبعوث الأممي هانس غروندبرغ: هذا سؤال لا أعتقد أنَّ له إجابة سهلة. أعتقد أن تحديد ما إذا كان اليمن قد اجتاز منعطفاً يعتمد على التزامات الأطراف بالاتفاقات التي أَبرَمَتْهَا فيما بينها حتى الآن تحت رعاية الأمم المتحدة. وأعتقد كما في سياق السؤال السابق أن علينا أولاً النظر في المرحلة القادمة للتأكد من تمسك الأطراف بالإلتزامات وتنفيذ كامل عناصر الهدنة ، ولنرى إذا ما كانت الأطراف ستشارك بشكل بناء في النقاش حول بعض المواضيع التي أرغب في التحاور بشأنها معهم، وهي قضايا أعلم أيضاً أن الأطراف مهتمة برؤية التقدم فيها. وبحسب التقدم المحرز في هذا الصدد، يمكننا حينها أن نأمل برؤية إعادة الانخراط في شيء أكبر خلال المرحلة القادمة. أما بشأن ما إذا كان ذلك تغييراً في الاتجاه، فالمستقبل سيخبرنا بذلك. من جهتي، سأبقى على تحاور مع الأطراف، وسأبقى أعمل بشكل دؤوب وبإرادة قوية كما أفعل دائماً وسوف استمر ببذل هذه الجهود. شكراً.
سؤال من سكاي نيوز العربية: خلال الشهر القادم، سوف يجري الرئيس الأمريكي زيارة إلى المنطقة. هل تعتقد أن لهذه الزيارة أي نوع من التأثير في الوضع في اليمن؟ وفي سياق المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية والبلدان الغربية وإيران و دول مجلس التعاون الخليجي هل تعتقد بأن هذا النوع من التفاوض له أي أثر فيه تطوير المفاوضات على اليمن؟
المبعوث الأممي هانس غروندبرغ: شكراً لك. الولايات المتحدة الأمريكية عضو مهم في مجلس الأمن وهي من الدول دائمة العضوية فيه، والمملكة العربية السعودية من أهم جيران اليمن. فلا شك أن زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى السعودية، أعتقد أن هناك ضرورة لإرساء الفهم بينهما والتأكد من استمرارهما في دعم الجهود الرامية إلى إخراج اليمن من نزاعه الحالي. لذلك أرحب بأي نقاشات تحدث بينهما بهذا الهدف، وعلى المستوى العام أرحب أيضاً بالتعاون الذي أحظى به اليوم مع هذين البلدين.
بخصوص السؤال الآخر حول ما إذا كانت الملفات الدولية لها أثر في المستجدات في اليمن، فأود أن أؤكد مجدداً أنَّ الوضع في اليمن ليس معقداً وصعباً على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الإنساني أيضاً. فلا يحتمل الوضع التأثر بأي ملفات أخرى ولا يحتمل رهنه بملفات أخرى. لذلك أحث جميع الأطراف والبلدان على عدم رهن اليمن بأي خطة ذات نطاق أكبر وأدعوهم إلى التركيز على اليمن من أجل اليمن كما أفعل أنا. شكراً.
سؤال من الجزيرة: هل يمكنك توضيح المزيد عن خطتك لبدء المحادثات على المسارين الاقتصادي والأمني. وكيف يمكنك المضي قدماً في هذه الخطة إذا كان الطريق ما زال مسدوداً بشأن فتح الطرق المؤدية إلى تعز ومناطق أخرى؟
المبعوث الأممي هانس غروندبرغ: هذا سؤال جيد لكنني أعتقد أنَّ الإجابة عليه تأتي في سياق ما قلته قبل قليل. من الواضح أنني أحتاج إلى خطة للمضي قدماً نحو الأمام بغض النظر عن الوضع الذي نحن فيه الآن. وأعتقد أنَّ هدفي هو التأكد من أنَّ المسألة التي نمر بها والصعوبات التي نواجهها في تعز يجب حلها. وقد حاورت الأطراف بالفعل حول أولويات المضي قدماً، ورأيت أن هناك اهتماماً بملفين أعتقد أنه يجب دراستهما أكثر، لكنني مجدداً أقول إنني تحت تصرف الأطراف، وأعول على رغبتهم في العمل معي ومع بعضهم البعض. ستكون أولويتي الإصغاء بحرص لوجهات نظر الأطراف، وتقديم المقترحات وتيسيير سبل المضي قدماً في هذين الملفين.
شكراً لكم