مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن يختتم مشاورات واسعة عبر الانترنت
عمّان، 10 يونيو/حزيران 2020 – اختتم مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بالأمس مشاورات افتراضية واسعة النطاق مع مئات اليمنيين حول فرص وتحديات السلام في اليمن، بما في ذلك جهود الأمم المتحدة المستمرة للتوسط بين الطرفين للوصول إلى سلام شامل ومستدام.
استمرت المشاورات على مدار يومي الاثنين والثلاثاء الثامن والتاسع من يونيو/حزيران، وتعتبر الأولى من نوعها التي يعقدها المكتب على هذا النطاق.
خلال ثلاث ساعات من المناقشات الحية على مدار يومي المشاورات، عبّر ما يزيد عن 500 يمني ويمنية عن آرائهم بشأن وقف إطلاق النار المرتقب على مستوى البلاد، ومستقبل عملية السلام السياسية، وعدة إجراءات إنسانية واقتصادية أساسية لازمة لتخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن وتحسين استجابة البلاد لتفشي جائحة كوفيد-19.
معظم المشاركين أعضاء في منظمات للمجتمع المدني، كما أن 60% من المشاركين تحت سن 41، و57٪ منهم يعيشون داخل اليمن. وجاءت نسبة تمثيل النساء بين 30-35٪ من إجمالي المشاركين. وكان مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن قد تعاون مع عشرات المنظمات غير الحكومية الدولية واليمنية لتحديد المشاركين في المشاورات الافتراضية من الأحزاب السياسية، والمجموعات النسوية والشبابية، والإعلام، ومنظمات المجتمع المدني.
وأعربت الغالبية العظمى من المشاركين عن قلقهم البالغ إزاء انتشار جائحة كوفيد-19 في اليمن، كما ربطوا ضعف قدرة اليمن على الاستجابة للجائحة باستمرار الحرب، حيث اتفق 95% من المشاركين على أن وقف إطلاق النار على مستوى البلاد هو أمر ضروري من أجل الاستجابة الفعالة لتفشي فيروس كورونا في البلاد. ووصف الكثير من المشاركين الوضع بأنه "كارثي"، وعبر آخرون عن القلق والخوف. كما اتفق 62٪ من المشاركين على أن أثر تفشي المرض مماثل لأثر الحرب على حياة اليمنيين ووافقوا على أن "اليمن يعاني من فيروسين: الحرب وكورونا".
قال مارتن غريفيث، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن: " أنا مدرك لقيود المشاورات الرقمية من حيث قدرتها على الوصول للمشاركين ومدى تمثيلها لليمنيين ككل، إلا أن هذه المشاورة الرقمية كانت خطوة مهمة للتواصل مع اليمنيين خارج دوائرنا المعتادة. وسيستمر مكتبي في التوسع في تواصلنا مع اليمنيين سواء من خلال استخدام التكنولوجيا كما فعلنا في اليومين السابقين، أو باستخدام طرق أكثر تقليدية في التواصل، لتطوير مقترحاتنا واستراتيجيات الوساطة التي نتبناها من أجل السلام الدائم في اليمن. أنا ممتن لمئات المشاركين الذين شاركوا في هذه الاستشارة ولصراحتهم ودفاعهم عن احتياجات وأولويات مجتمعاتهم. أنا ممتن أيضًا للمنظمات العديدة التي دعمت تلك المبادرة من خلال التواصل مع شبكاتهم لتحديد المشاركين."
جاءت قضية دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية على رأس أولويات مشاركي المشاورات، حيث وافق 99٪ من المشاركين على أنه أمر مهم وعاجل، وهو أعلى مستوى للاجماع تم الوصول إليه أثناء المشاورة الرقمية. كما أن 76٪ من المشاركين صنفوا قضية الرواتب على رأس مجموعة الإجراءات الإنسانية والاقتصادية المقترحة لتخفيف المعاناة في اليمن.
كما كشفت المشاورات عن دعم واسع لاستئناف محادثات السلام للوصول إلى نهاية شاملة للحرب في اليمن، حيث وافق 85٪ من المشاركين على أن استئناف محادثات السلام مهم وعاجل. وفي أثناء مناقشة حول معنى السلام والعملية السياسية، أشار معظم المشاركين إلى أهمية التسوية السلمية للنزاعات وتبني حوار يشمل الجميع لتحقيق الاستقرار وبدء التعمير والتنمية.
وقدمت إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام للأمم المتحدة في نيويورك وشركائها المنصة الرقمية والخبرة البحثية المطلوبة لعقد المشاورة الرقمية مجانًا. وكانت تلك المشاورة هي الأولى من نوعها أثناء عملية وساطة نشطة للأمم المتحدة التي يتم فيها استخدام هذه التكنولوجيا لإجراء مناقشات حية وتفاعلية عبر الإنترنت مع إتاحة خيار الاقتراع لاستطلاع آراء المشاركين.
وقد تعاون مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مع عدد من المنظمات غير الحكومية لإجراء هذه المشاورات بما في ذلك: الائتلاف المدني للسلام، المؤسسة الدولية للديمقراطية و الإنتخابات، المعهد الأوروبي للسلام، اليونسكو، بيرغهوف، ديب روت، رنين! اليمن، شبكة التضامن النسوي، مبادرة مسار السلام، منتدى التنمية السياسية، مركز الدراسات التطبيقية بالشراكة مع الشرق، ومركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، منظمة البحث عن أرضية مشتركة، منظمة مبادرة إدارة الأزمات، و فريق الابتكار التابع لإدارة الشؤون السياسية وبناء السلام بالأمم المتحدة وشريكه التكنولوجي ريميش.