احاطة المبعوث الخاص الى اليمن امام مجلس الأمن
شكراً لكم السيد الرئيس لإعطائي الفرصة لإحاطة هذا المجلس اليوم.
كنت أحذر بشدة، خلال الأشهر الماضية، من المخاطر التي تواجه اليمن بما في ذلك احتمالات عدم الاستقرار في الجنوب والمخاطر المخيفة الكامنة في أن يتمّ زجّ البلد في صراع إقليمي. وقد بدا لي في بعض الأحيان أنني تخليت عن عقيدة الوسيط والتي تقضي بإيجاد أي بادرة آمل او كل بوادر الأمل ورعايتها. حسنًا ، سيدي الرئيس، أود اليوم أن أقول أنّ هناك بالفعل بوادر أمل لشعب اليمن، حتى في خضم البؤس الذي وصفه مارك للتو بدقته المعتادة وعمقه والذي قد يبدو لهؤلاء المعنيين أحيانًا انه بلا نهاية. نعم، هناك بوادر أمل. ولكنها هشة وتحتاج إلى العناية والاهتمام الدؤوب.
في إحاطتي اليوم ، سيدي الرئيس، سأشير إلى بوادر الأمل هذه: في الجنوب بالطبع كما ذكرت، ولكن أيضا الى الحد من العنف الحاصل مؤخرا في الشمال ؛ والانفتاح المتزايد الذي تبديه الأطراف والقائم على سبيل المثال، على إطلاق سراح المعتقلين والمسجونين وإيجاد طرق مبتكرة للسماح لسفن النفط التي تمس الحاجة إليها، التي أشار إليها مارك، بدخول الحديدة في الأيام القليلة الماضية، وكما أخبرنا مارك بأنها الحاجة ماسّة إليها.
لذا ،انها بوادر صغيرة في فترة مخيفة ربما، لكنها أمور مهمة بالنسبة لنا يمكننا البناء عليها.
السيد الرئيس،
لا يزال الوضع في الجنوب متقلبًا مع هدوء هش في عدن. لكن تجدر الإشارة إلى أنه لم يحدث قتال واسع النطاق في مناطق النزاع بالرغم من مخاوفنا العميقة في هذا المجلس ابتداءً من شهر آب/أغسطس، وأعتقد أنّ هذا يمكن اعتباره شهادة على ضبط النفس الذي أظهره أولئك الموجودون على الأرض وقادتهم.
كما قلت في اليوم ،لقد أمل العديد منا، بما في ذلك أنا هنا المتواجد في الرياض، في أن يتم الإعلان عن اتفاق اليوم. وقد فهمت أننا لم نصل إلى ذلك بعد، لكن يبدو أنه تم إحراز تقدم بالتأكيد وهو تقدم كبير جدًا خلال محادثات جدة التي كانت برعاية المملكة العربية السعودية وبفضل الجهود الدبلوماسية الحثيثة للمملكة العربية السعودية، هناك علامات مشجعة على أن الاتفاق الذي يهدف إلى حل القضايا بين حكومة اليمن تحت قيادة الرئيس هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي قد يكون في متناول اليد. انه لمن المهم لأعضاء هذا المجلس ومهم لي أن يتم ذلك بسرعة لأن الحكومة بحاجة إلى العودة بأمان وبسلطة كاملة إلى عدن ويجب السماح لمؤسسات الدولة بأن تعمل بكامل طاقتها من جديد بكل سرعة. يجب استعادة القانون والنظام وتقديم الخدمات إلى أهل الجنوب. إن الفجوة في الأنشطة الحكومية، ولا سيما تعطيل تقديم الخدمات الأساسية، تهدّد حياة الناس. وأودّ أن أقول إن قيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لها أهمية أساسية في هذا السياق، ليس فقط في الوساطة التي رأيناها في محادثات جدة هذه، ولكن أيضًا في السياق الآخر الذي سأشير إليه اليوم، أي في المحاولة لخلق فرص جديدة للأطراف للانخراط بثقة جديدة بينهم وأنا ممتن له على ذلك.
السيد الرئيس،
أرحب ، كما فعلت علنا في ذلك الوقت بمبادرة أنصار الله ، بقيادة عبد الملك الحوثي ، بتعليق جميع هجمات الطائرات المُسيّرة والصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية، وأعتقد أنها كانت مبادرة تم الإعلان عنها في 20 سبتمبر، وكما أرحب بالحد من العنف الذي أعقب هذا الإعلان.
لقد كان مارك لوكوك محقاً في تذكيرنا بالمستوى العالي غير المعقول للخسائر المدنية في أيلول / سبتمبر، وبالفعل فيما يتعلق بدرجة النشاط العسكري على تلك الجبهات التي كان يشير إليها، هذه حقيقة موضوعية. كما أنه صحيح، كما قال، انه منذ بداية شهر تشرين الالول/أكتوبر، انخفض عدد الغارات الجوية بشكل كبير في جميع أنحاء اليمن، وانا أشعر بالارتياح حيال ذلك بالطبع. ان هذا مكسب جديد للغاية رغم كونه هشاً غير أنه خطوة في الاتجاه الصحيح.
السيد الرئيس،
لقد تولى صديقي العزيز وزميلي الجنرال غوها مؤخراً منصب رئيس بعثة الامم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار، وفقه الله للقيام بهذه المهمة وأتمنى له التوفيق في مسعاه. لقد التقينا بالفعل عندما جاء إلى المنطقة ونحن على اتصال يومي بالقضايا التي تواجهه. إنني ممتن له لتولي هذا المنصب تحت قيادة الأمين العام.
ان بناء الثقة هو حجر الزاوية في التنفيذ الكامل لاتفاقية الحديدة. وأودّ أن أؤكد لك سيدي أن وجود بعثة الامم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة وعملها في الحديدة، والطريقة التي صممت بها عملياتها في بعض الأحيان هي طريقة دقيقة وأحياناً بطرق جذرية لتلبية الاحتياجات على أرض الواقع، هي في الواقع أكثر ريادة مما يدرك الكثيرون منا. وفي هذا السياق، إن القيادة التي أظهرها الجنرال لوليسغارد وفريق عمله والآن الجنرال غوها لإعطاء الأولوية لإنشاء مركز العمليات المشتركة مع الطرفين على النحو المتفق عليه في ذلك الاجتماع الذي عقدته لجنته على القارب في البحر الأحمر والذي أحطناكم به، أدت بالفعل إلى انخفاض ملموس في انتهاكات وقف إطلاق النار، ونحن واثقون من أن العملية ستستمر. بالإضافة إلى ذلك، إن إعادة نشر القوات التي تعتبر أساسية في اتفاقية الحديدة ستظل محور التركيز الأساسي. وأعتقد أن هذين الجزأين من إستراتيجية الحديدة تحت مظلة بعثة الامم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة والأطراف في تلك اللجنة سيضمنان لنا تقدمًا ثابتًا نحو أهداف هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه في السويد، والتي هي أساساً أهداف إنسانية وهو أمر أساسي لنجاح واستدامة البرنامج الإنساني في اليمن.
السيد الرئيس، في هذا الصدد وخلال هذا الشهر، كما أشرت في البداية، أبدت الأطراف التزامها القوي بإيجاد بعض التفاهم بشأن بعض التدابير التي من شأنها تخفيف معاناة الشعب اليمني.
أرحب بالإفراج عن 290 معتقلاً من قبل أنصار الله. كان من الرائع رؤية الفرحة التي تقنا اليها وانتظرنا رؤيتها، للعائلات الكثيرة التي رحبت بعودة أحبائها. آمل، وأنا متأكد أن الجميع يأمل أن تكون هذه الخطوة بداية لمبادرات أخرى، ونحن نشارك حتى الآن اليوم في محادثات مع الأطراف من شأنها تسهيل إطلاق سراح جميع المحتجزين. وأدعو، في هذا البيان، الأطراف للاجتماع بنا ومع شركائنا، لجنة الصليب الأحمر الدولية، التي ركز رئيسها بيتر مورير هذا الأسبوع في الرياض على هذه القضية، في أقرب فرصة لاستئناف المناقشات حول عمليات الإفراج الإضافية المحددة والمفصلة والمطلوبة والمأمولة بموجب اتفاقية ستوكهولم.
السيد الرئيس ، أنا ممتن للغاية،وهذه ليست المرة الأولى التي يشير فيها مارك إلى هذه القضية، لقد أشرت سابقاً إلى هذه المسألة، أنا ممتن لقرار الرئيس هادي بالسماح لسفن الوقود بالوصول إلى الحديدة. ان هذا قرار مهم، والذي أوجز مارك اثاره الإنسانية، كما أن له أثار في اطار بناء الثقة. بحيث سيؤمن هذا القرار المهم استجابة كبيرة للاحتياجات الإنسانية. وان هذا لمثال جيد على قضية ذات أهمية إنسانية كبيرة من شأنها بناء ثقة حيوية بين الطرفين لمعالجة خلافاتهما التي انا بالطبع أصبّ تركيزي عليها، لذا شكراً للرئيس هادي على ذلك.
السيد الرئيس، بينما نحن نتحدث وفي طريقيس الى هذا الاجتماع، وبفضل دعم وتضافر جهود الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، ولا بد من أن أن أذكر الجهود التفصيلية والصعبة والإيجابية التي بذلتها أطراف النزاع، يجري تسليم مساعدات إنسانية إلى المحتاجين في الدريهمي. لا يمكنني أن أعرب لكم عن مدى تقديري لليز غراندي منسق الشؤون الإنسانية المقيم في اليمن وأيضًا لبرنامج الغذاء العالمي، الذي كان لنا شرف الاستماع لرئيسه السيد ديفيد بيسلي في هذه القاعة والذي يتابع فريقه هذه المهمة الخطرة والصعبة والمهمة بجد ونجاح لجعل هذا الأمر يحدث. قد يكون هذا عملهم اليومي لكنه بالنسبة لسكان الدريهيمي، يمكنني أن أؤكد لكم السيد الرئيس، انه يوم مختلف تماماً.
سمعنا تقارير في تعز حول عروض محتملة من كلا الطرفين لفتح ممرات إنسانية، وقد ذكرت ذلك، سيدي الرئيس، نظرًا لأن تعز كانت بالطبع إحدى القضايا التي تم الاتفاق عليها في السويد للبحث عن مثل هذه الممرات على وجه التحديد. آمل أن تترجم هذه التقارير، السيد الرئيس ، إلى واقع. يعلم الله أن تعز تستحق بعض الأخبار السارة لذلك آمل أن يتمّ التوصل إلى اتفاق في أعقاب الوعود التي يتم تقديمها.
السيد الرئيس،
أخيرا ، السيدي الرئيس وكما قلت في البداية، هناك علامات أمل ويمكننا أن نرى بوضوح أن هناك فرصًا يمكن اغتنامها. لكن في الوقت نفسه، لن يكون لدينا أي وهم بشأن التحديات والصعوبات المقبلة.
لدينا اليوم بعض المؤشرات الإيجابية وآمل أن يكون لدينا المزيد من الوضوح والمزيد من اليقين والمزيد من الأسباب للأمل، عندما نلتقي في المرة المقبلة يا سيادة الرئيس.
شكرا جزيلا سيدي