الكلمة الافتتاحية للمبعوث الخاص - محادثات السلام - سويسرا- 15 ديسمبر 2015

الكلمة الافتتاحية للمبعوث الخاص - محادثات السلام - سويسرا- 15 ديسمبر 2015

الكلمة الافتتاحية للمبعوث الخاص - محادثات السلام - سويسرا- 15 ديسمبر 2015

15 ديسمبر 2015

الكلمة الافتتاحية للمبعوث الخاص - محادثات السلام - سويسرا- 15 ديسمبر 2015

السلام عليكم جميعاً، اسمحوا لي، بالنيابة عن الأمين العام، أن أشكركم على حضوركم.

 

أود أن أرحب بكم في سويسرا  وآمل أن  يساعدنا هذا الموقع على مواجهة المهمة الصعبة التي تنتظرنا. كما أود أن أشكر حكومة سويسرا على استضافتنا وعلى العمل المتواصل مع فريقي للتأكد من توفير ظروف ملائمة لإنجاز مساعينا. عيون اليمن، لا بل عيون المجتمع الدولي بأكمله تتركز اليوم على هذه القرية السويسرية، فهناك العديد من الذين يتمنون لكم النجاح في مساعيكم وهم مستعدون لدعمكم. وآمل أن تحسنوا استغلال هذه الفرصة للوصول باليمن إلى مسار السلام.

 

إن الشعب اليمني - بكل أطيافه (رجالاً ونساءً من كل الأعمار والانتماءات) – يعيش معاناة  غير مسبوقة واليمن الحبيب تتآكله النيران من كل الأطراف  بسبب العنف والصراع المسلح في البلاد. وهنا أتوقف لأكرر مرة أخرى: ان الحل الوحيد هو حل سياسي ولابد للعنف أن يتوقف.

 

ولقد اتخذتم بالفعل الخطوة الأولى والضرورية بهذا الاتجاه من خلال الموافقة على وقف الأعمال القتالية. ولا شك أن هذا إنجاز حقيقي ولكن الأهم منه هو أن تركزوا جهودكم هذا الأسبوع على التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل. وفي حالة حدوث أي خرق، أدعوكم الى معالجة الوضع فوراً، بأساليب بناءة وفعالة.

 

فاليمنيون يترقبون نتائج المباحثات يوما بيوم لبل ساعة بساعة. فهذا الاجتماع هو بصيص الأمل الوحيد الذي لا يجب أن ينطفئ. فألسنة النار ومشاهد الدمار ودوي القنابل وارتفاع الأسعار حولت يومياتهم الى مسلسل مأساة متواصل. من المسؤول عن كل هذه المعاناة؟ ومن الرابح في معادلة يخسر فيها اليمن كل يوم أبناءه المدنيين؟ ان تبادل الاتهامات لن يبرئ أحدا من محكمة التاريخ وما من دولة تبنى على حطام وركام.

أنتم اليوم أصحاب القرار وأمامكم مسؤولية تاريخية. هل ستخذلون اليمن واليمنيين وتأخذوا البلاد الى المزيد من العنف والخسارات أم أنكم ستضعون اليمن أولا وتحكموا ضميركم الانساني والوطني لتفعيل دور المؤسسات وتأمين حياة كريمة كما يستحقها أهل اليمن؟ أنتم تكتبون تاريخ اليمن الحديث وأنتم وحدكم قادرون على قلب المعادلة. لقد جفت أعين أمهات اليمن من الدموع، لقد مات مئات الأطفال من الجوع، لقد تعب اليمن من انتظار فجر سلام جديد للطلوع.

 

جلساتنا هذه تأتي في مرحلة مصيرية تكثر فيها التهديدات والمخاطر، وتتزايد فيها التحديات المحلية والاقليمية. والفشل في التوصل الى حل سيكون له عواقب وخيمة على الصعيد البشري والمادي والوطني ومن لن يساهم بصنع الحل فهو حتما مشارك في استمرار الأزمة.

 استناداً إلى مناقشاتنا السابقة، فإن الغرض من وجودنا هنا هو خلق إطار عام لاتفاق شامل حول الخروج من الأزمة. نحن هنا لتحقيق هدف مشترك، ألا وهو إنهاء النزاع المسلح وإعادة البلاد إلى مسار سياسي سلمي ومنظم، وفقاً لقرارمجلس الأمن 2216 (2015)، وقرارات اخرى  لمجلس الأمن الدولي ذات الصلة، ومبادرة دول مجلس التعاون الخليجي وآلياتها التنفيذية ونتائج مؤتمر الحوار الوطني.

 

وفي موازاة ذلك، أحثكم على العمل في نفس الوقت على توفير الخدمات الأساسية الملحة للشعب اليمني. ولذلك أدعوكم للعمل مع الزملاء الحاضرين من الوكالات الإنسانية للأمم المتحدة  لضمان وصول الإمدادات الإنسانية دون أية شروط أو قيود إلى كافة أنحاء اليمن. أوصيكم بالنظر في الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها بشكل فوري لتوفير الخدمات الحياتية، وإنعاش الاقتصاد، وتسهيل عودة اللاجئين والنازحين اليمنيين.

 

إن صنع السلام هو شرط أساسي لإعادة بناء اليمن. وللتوصل إليه لابد من تأمين التوافق بين جميع المقومات السياسية والاجتماعية التي تضمن عودة اليمن إلى مسار سلمي ومنظم، يستوعب النساء والشباب ومنظمات المجتمع المدني، بحسب ما توصلت إليه مقررات مؤتمر الحوار الوطني. كما ينبغي أن يكون المسار عملياً وشفافاً، ويبرز بوضوح تسلسل وتوقيت وترابط كل الخطوات. وهنا أشير إلى الأمين العام بان كي-مون قد تلقى من "التوافق النسوي اليمني من أجل الأمن والسلام" رسالة تناشد فيها سيدات اليمن الأمين العام والمجتمع الدولي التوصل إلى حل سياسي شمولي يعكس تطلعات المرأة والمجتمع اليمني.

الوضع في اليمن متأزم جداً، مهمتنا في غاية الدقة ومسؤوليتكم تاريخية. أنتم اليوم من سيقرر انتصار السلم أو دفع اليمن الى مزيد من الظلم والمأساة والمعاناة فلنبدأ الجلسات وليبقى الشعب اليمني في القلب والوجدان. ولنركز جهودنا لنتوصل إلى ما يضمن الأمن والسلام لليمن واليمنيين، بإذن الله.   وخير الختام، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم:

بسم الله الحمن الرحيم

ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم