كلمة مساعد الأمين العام للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ خالد خياري أمام مجلس الأمن بشأن التهديدات للسلام والأمن الدوليين

31 ديسمبر 2024

كلمة مساعد الأمين العام للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ خالد خياري أمام مجلس الأمن بشأن التهديدات للسلام والأمن الدوليين

ترجمة غير رسمية

نيويورك، 30 ديسمبر 2024

السيدة الرئيسة [المندوبة الدائمة للولايات المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد]،

السادة أعضاء مجلس الأمن الموقرون،

يشهد الشرق الأوسط تصعيداً خطيراً آخر.

فقد اتخذت الأعمال العدائية بين إسرائيل والحوثيين منعطقاً تصعيدياً خلال الأسابيع الماضية.

وتأتي الجولة الأخيرة من التصعيد العسكري بعد عام من هجمات الحوثيين المتزايدة التي استهدفت إسرائيل بالإضافة إلى سفن في البحر الأحمر وخليج عدن، مما يهدد المدنيين والاستقرار الإقليمي وحرية الملاحة البحرية.

السيدة الرئيسة،

منذ 13من ديسمبر، أعلن الحوثيون عن تنفيذ ما لا يقل عن 11 هجوماً استهدف إسرائيل باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة بدون طيار.

وفي 19 من ديسمبر، نفذت إسرائيل غارات جوية استهدفت بنى تحتية للطاقة وموانئ في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في الحديدة، الصليف، ورأس عيسى بالإضافة إلى صنعاء. وذكرت قوات الدفاع الإسرائيلية أنها كانت تستهدف أهدافاً عسكرية. وأفادت التقارير بمقتل تسعة مدنيين وحدوث أضرار جسيمة في موانئ البحر الأحمر، مما أدى إلى تقليص قدراتها التشغيلية. كما استهدفت إسرائيل محطتي طاقة في منطقتي سنحان والوحدة في صنعاء، مما تسبب في انقطاع مؤقت للكهرباء في صنعاء والحديدة.

وعلى الرغم من اعتراض العديد من الصواريخ والمقذوفات الأخرى التي أطلقتها الحوثيون من اليمن، فإن رأس صاروخ أطلقه الحوثيون أصاب مدرسة ابتدائية في رمات غان وسط إسرائيل في 20 ديسمبر. وفي 21 ديسمبر، سقط صاروخ آخر في حي سكني في يافا، مما تسبب في أضرار للمنازل المجاورة. وأسفرت الحادثة الأخيرة عن إصابة 16 مدنياً، بينهم طفل يبلغ من العمر 3 سنوات.

وفي 26 من ديسمبر، استهدفت غارات جوية إسرائيلية مطار صنعاء الدولي وموانئ البحر الأحمر على الساحل الغربي لليمن بالإضافة إلى محطات طاقة في صنعاء والحديدة، وذكرت قوات الدفاع الإسرائيلية أنها تُستخدم لأغراض عسكرية. إن مخاطر تعطيل العمليات الإنسانية الحيوية في وقت يحتاج فيه الملايين من الناس في اليمن إلى مساعدات منقذة للحياة تشكل مصدر قلق بالغ.

ووفقًا للتقارير، أسفرت غارات 26 من ديسمبر على اليمن عن مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات. كما أُصيب أحد أفراد طاقم الخدمة الجوية الإنسانية للأمم المتحدة عندما تعرض المطار للقصف. وكان وفد أممي رفيع المستوى بقيادة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس موجوداً أيضاً في المطار صنعاء وقت استهدافه. وكان الوفد قد أنهي للتو مناقشات حول الوضع الإنساني في اليمن وإطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من الأشخاص المحتجزين لدى الحوثيين.

تواصل الأمم المتحدة دعواتها للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من الأشخاص المحتجزين تعسفياً من قبل الحوثيين.

السيدة الرئيسة،

أكرر قلق الأمين العام العميق إزاء التصعيد المتزايد. وأكرر دعواته إلى ضرورة احترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي حسب الاقتضاء من قبل جميع الأطراف. نناشد الجميع احترام وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. يجب حماية العاملين في المجال الإنساني في جميع الأوقات.

ندين الهجمات التي أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها، بما في ذلك الهجوم على السفينة "سانتا أورسولا" في بحر العرب يوم 27 ديسمبر. كما استهدفت القوات الأمريكية منشآت عسكرية حوثية وأنظمة أسلحة في اليمن يومي 16 و21 ديسمبر رداً على ما يُزعم من هجمات بحرية حوثية. كما وردت تقارير غير مؤكدة عن غارات جوية يوم 27 و28 و29 ديسمبر في مناطق مختلفة من اليمن.

نؤكد من جديد أن الهجمات التي تنطلق من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن يجب أن تتوقف. ويجب الاحترام الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2722 (2024)، الذي يطالب بوقف جميع الهجمات في البحر الأحمر. فلا يمكن لأي سبب أو شكوى أن تبرر استمرار هذه الهجمات.

الهجمات في إسرائيل واليمن وكذلك في البحر الأحمر تشكل مصدر قلق بالغ. وقد يؤدي المزيد من التصعيد العسكري إلى تهديد استقرار المنطقة، مع ما يترتب على ذلك من عواقب سياسية وأمنية واقتصادية وإنسانية سلبية. وسيتحمل الملايين في اليمن وإسرائيل والمنطقة بأسرها عواقب التصعيد بدون نهاية.

يجب أن نبذل قصارى جهدنا لعكس هذا المسار السلبي ودعم الجهود الشاملة لإنهاء النزاعات في الشرق الأوسط. وعلينا أن نحافظ على مسار نحو السلام والاستقرار المستدامين لصالح جميع شعوب المنطقة.

شكراً لك، السيدة الرئيسة.