نص مؤتمر صحفي عقده المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بعد إحاطته لمجلس الأمن
صباح الخير للجميع، يسعدني أن أكون هنا معكم اليوم. أود أن أبدأ بإطلاعكم على آخر مستجدات جهود الوساطة في اليمن. كما أحطت المجلس للتو، فإن التطورات الأخيرة تقترب باليمن مجددًا من مفترق طرق. كما تعلمون، فإن انخراط اليمن في التصعيد الإقليمي أصبح أكثر إثارةً للقلق مع هجوم أنصار الله بطائرة بدون طيار على تل أبيب يوم الخميس الماضي، وهجوم إسرائيل على الحديدة يوم السبت. كما يستمر استهداف السفن في البحر الأحمر، وتستمر أيضًا الضربات الجوية البريطانية والأمريكية ضد أهداف في اليمن. على الصعيد المحلي، أبلغني الطرفان الليلة الماضية أنهما توصلا إلى اتفاق حول أربع نقاط لتهدئة المواجهة المستمرة منذ أشهر بشأن القطاع المصرفي وتشغيل الخطوط الجوية اليمنية. وعلى غرار الالتزامات التي قطعوها في ديسمبر، فإن التفاهم الذي توصلوا إليه الليلة الماضية يؤكد أيضًا على الالتزام بالحوار. وقد أخبرت المجلس أننا وقفنا نفس الموقف من قبل وأن الفرص السابقة قد تمت إضاعتها في الماضي لأنها لم تترجم إلى حوار منظم حول القضايا الأساسية. لقد وافقت بالطبع على تقديم كل الدعم الذي طلبه الطرفان لتنفيذ التدابير التي اختارا الالتزام بها. وأتوقع منهم تمامًا أن يترجموا التزامهم المعلن بالتهدئة من خلال قبول دعوة مكتبي لإجراء حوار يهدف إلى معالجة القضايا الاقتصادية بما في ذلك الحاجة إلى تنسيق السياسة النقدية، وإحراز التقدم نحو بنك مركزي موحد وعملة موحدة، وإيجاد ضمانات لاستقلال البنك المركزي بعيدًا عن التدخل السياسي. يمكن أن تكون التدابير المؤقتة بمثابة ضمادات، لكن الجدية في بناء اقتصاد يعود بالنفع على جميع اليمنيين تعني أن الأطراف يجب أن تعمل أيضًا على قضايا جذرية أطول أمدًا. قد يبدو من غير المجدي الوقوف هنا مرارًا وتكرارًا لقول نفس الشيء، لكنه ليس كذلك. إن أصحاب المصلحة الوطنيين والإقليميين والدوليين يتخذون خيارات واعية. اليمن واليمنيون هم من يدفعون ثمن هذه الخيارات. لايتعين أن تسير الأمور بهذه الكيفية، فخيار الحوار متاح دائمًا، وقد عملنا بلا هوادة لجمع الأطراف معًا لحل القضايا الاقتصادية العاجلة المطروحة على المحك، والحفاظ على فتح الطرقات الذي تم حديثًا وتأمينها والتنسيق لفتح طرق جديدة، والإفراج عن المحتجزين على خلفية النزاع من جميع الأطراف، وإدارة خطوط المواجهة والتأكد من عدم انزلاق اليمن مرة أخرى إلى العنف واسع النطاق. اجتماع الأطراف لا ينتقص من الالتزامات التي قطعوها على أنفسهم فيما يخص خريطة الطريق أو التفاهم الذي توصلوا إليه الليلة الماضية. يجب عليهم الاجتماع والتفاوض بحسن نية لضمان التقدم إلى الأمام والتنفيذ الناجح للتدابير التي اتفقوا عليها، واتخاذ مسار معاكس للمسار التصعيدي الذي اتخذوه في الأشهر الأخيرة بشكل سريع. ولكي يحدث هذا، نحتاج إلى بيئة مواتية للحوار البناء. وهذا يشمل خفض التصعيد الإقليمي وٍاستمرار الدعم الإقليمي والدولي المتضافر لمسار الوساطة السلمية. وهذا يعني أيضًا بيئة عمل أكثر أمانًا حيث يمكن لموظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني العمل دون خوف من الاستهداف. لقد مر ما يقارب الشهرين منذ حملة الاعتقالات التعسفية التي شملت 13 موظفاً من الأمم المتحدة وعشرات من العاملين في المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني على يد أنصار الله، ولم نسمع منهم منذ ذلك الحين. إن هذا أمر غير مقبول ويجب إطلاق سراحهم على الفور ودون قيد أو شرط. شكرًا جزيلًا وسأجيب الآن على بعض الأسئلة. سؤال من القدس العربي: شكرا جزيلا على إحاطتك. عبد الحميد صيام من صحيفة القدس العربي اليومية، سمعت كلمة "الحوثيين الارهابيين" عدة مرات خلال الإحاطة التي قدمها عدد من المندوبين، هل تتفق الأمم المتحدة مع هذا التصنيف للحوثيين كإرهابيين؟ المبعوث الأممي الخاص: لا، الأمم المتحدة لا تنخرط في مثل هذه التصنيفات. نحن نتعامل مع الأطراف اليمنية، والتي يعتبر الحوثيون أحدها، أو يُنظر إلى أنصار الله على أنهم أحد الأطراف التي نتعامل معها، وهكذا يتم الأمر. وسؤالي الثاني: الولايات المتحدة وبريطانيا تأتيان من وراء البحار لمساعدة إسرائيل وقصف الأهداف اليمنية، فلماذا عندما يحاول اليمنيون مساعدة إخوانهم وأخواتهم الفلسطينيين يتم إدانتهم؟ المبعوث الأممي الخاص: أعتقد أنك تسلط الضوء على قضية من القضايا التي تثير قلقي، ومن دون الخوض في مسألة المعاناة وضرورة حل الصراع في فلسطين والتوصل إلى نهاية سلمية للوضع في غزة ووقف إطلاق النار هناك، من دون الخوض في هذه القضية، وبالتركيز على المسألة التي أعمل عليها وهي اليمن، فقد شهدنا تطورًا تدريجيًا في اليمن، حيث انجرف الصراع الذي نحاول، وتحاول الأمم المتحدة مساعدة اليمنيين في حله، تدريجيًاً إلى حالة عدم الاستقرار الإقليمي التي نشهدها في المنطقة الآن، وهذا ليس مفيدًا إذا أردنا أن نرى حلاً للصراع في اليمن. لأنه يضيف مستوى آخر لعملية صنع الحلول. لذا فإن رؤية اليمن يصبح تدريجيًا جزءً من حالة عدم الاستقرار الإقليمي التي نشهدها هو أمر أريد تجنبه. وهناك تواصل مستمر مع الأطراف للتأكد من إدراكهم لمسؤوليتهم في إعطاء الأولوية لليمن والتأكد من أن اليمن نفسه بحاجة إلى أن يتم التعامل معه كمسألة ذات أولوية، وسيظل هذا الأمر محور تركيزي. فيديو هانس غروندبرغ (المبعوث الخاص للأمين العام) عن الوضع في اليمن - تصريح إعلامي لمجلس الأمن
|