بيان السيد مارتن غريفيث، أمام الصحافة حول مشاورات جنيف
جنيف 5 ايلول/ سبتمبر 2018 - شكرًا جزيلاً على حضوركم، آسف لأنني تأخرت قليلاً، لقد كان يومًا حافلاً. سأدلي أولاً ببيان قصير، وبعد ذلك وكما قالت أليساندرا، فيسعدني الإجابة على بعض الأسئلة.
منذ تعييني بدأنا سباقاً مع الزمن لمواجهة التعقيدات والطابع الطارئ للأوضاع، والتي تؤثر، كما تعلمون، على ملايين اليمنيين. لقد استمعت إلى اليمنيين والى قادة الرأي طوال الأشهر السبعة الماضية. لقد أجريت مناقشات شاملة مع الدبلوماسيين والمجتمع المدني والمجموعات النسائية وأعضاء المجتمع الدولي والقادة الاجتماعيين من كلّ جهات المجتمع اليمني. انطباعاتي الثابتة عن تلك المناقشات هي أننا اتفقنا جميعًا على أن الوقت قد حان لبدء عملية جديدة، لإعادة إطلاق العملية التي ستؤدي إلى حل لهذا النزاع والذي أودى وما زال يودي بحياة الكثير من اليمنيين بشكل مأساوي.
ولهذا السبب دعونا الطرفين في اليمن إلى المشاورات هنا في جنيف. لقد دعوت حكومة اليمن وكذلك أنصار الله إلى المشاورات وتمّ تشكيل وفود من كلا الجانبين، ويجري وضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الضرورية من اجل وصول جميع الوفود من كلا الجانبين الى هنا ونعمل بجد للتأكّد من حدوث ذلك، والتمكّن من بدء المشاورات. لقد دعوت أيضاً مجموعة استشارية فنية من النساء اليمنيات - وقد وصلن منذ أكثر من يوم - تمّ اختيارهن على أساس خبراتهن المهنية والفنية. هذا تدبير جديد وغير اعتيادي، وإنّ هؤلاء السيدات على تواصل مع شريحة كبيرة من الناس وسيساعدنني طوال الجولة الأولى من المشاورات وفي الجولات التي ستليها.
كما تعلمون فقد مرّ عامان منذ اجتماع الأطراف الأخير. اجتمعوا في الكويت بضيافة وقيادة أمير الكويت، وكان من دواعي سروري أن أقابله مؤخراً. بدأت المناقشات في جنيف وذهبوا إلى بيال ومن ثم ذهبوا إلى الكويت. مضى عامان على آخر لقاء بينهم ولذلك فهذه فرصة هذا الأسبوع لطي هذه الصفحة وفتح صفحة جديدة.
نحن نتحدث عن مشاورات - وهذه الكلمة تم اختيارها بعناية - هذه ليست مفاوضات رسمية. ما زلنا في طور محاولة فهم كيف تريد الأطراف، قيادة وأعضاء، التفاعل مع بعضها البعض، حول القضايا وفي أي تسلسل وفي أي مكان. كما أنني أطلب المشورة والمساهمة من اليمنيين الذين ليسوا جزءا من الطرفين وكذاك المجموعة النسائية التي ذكرتها، ونحن ايضا حريصون جدا على تلقي وجهات النظر من الجنوب. هذا وأتيحت لي الفرصة للقاء مجموعة من الشخصيات اليمنية المستقلة في أغسطس في المملكة المتحدة البريطانية وهذا سيستمر.
ستكون هناك عملية من المشاورات المستمرة، إن قرار مجلس الأمن ينص – بالإضافة الى انهاء الحرب وسحب السلاح والقوات - ينص على تسوية سياسية شاملة وهذا هو ما نعتزم ان نقوم به وآمل أن يبدأ هنا في جنيف.
سوف تركّز المشاورات على جانبين رئيسيين: إعادة احياء عملية السلام والتي كما قلت عُلقت منذ عامين، والتمهيد للمفاوضات الرسمية التي ستأتي لاحقاً. والجانب الثاني هو تدابير بناء الثقة، وإذا جاز لي بعد قليل، أود التحدث في مسألة تدابير بناء الثقة.
كما تعلمون، وفي أي نزاع، تكون الثقة بين الأطراف محدودة عادة عندما يبدأون في التفاعل والتحدث مع بعضهم البعض. إن بناء الثقة بين الأطراف مهم حتى يتمكنوا من معالجة القضايا معاً وحلها عن طريق التوافق، تم وضع تدابير بناء الثقة جزئياً للمساعدة في بناء هذه الثقة، وأيضا لتحقيق بعض الفوائد الفعلية لشعب اليمن، وكذلك لتوجيه رسالة إلى المجتمع الدولي وشعب اليمن بأن شيئاً ما يحدث.
إن شعب اليمن، كما هو الحال في أي نزاع آخر، بحاجة ماسة إلى بصيص أمل ونرجو أن يكون العمل الذي سنقوم به معاً في الأيام القادمة سيبدأ في إرسال هذا البصيص من الأمل لهم. سأعطيكم مثالاً - قد لا يكون ذلك هو ما ناقشناه مع الأطراف لكن يجب ان نتفق مع الأطراف على التدابير - أحد الأمثلة على ذلك هي الترتيبات الخاصة بلقاحات الأطفال، كان هناك برنامج تلقيح ناجح في الحديدة في الواقع في الأسابيع الأخيرة، وتم الاتفاق بين الأطراف بحيث تتمكن الوكالات من الدخول والقيام بأعمالها الضرورية. هذا يتطلب تعاون الأطراف ويتطلب مهنية من الوكالات، كما ويوفر هذا بعض الفوائد الملموسة لشعب اليمن وسنبحث عن أمثلة اخرى بينما نجري المشاورات هذا الأسبوع.
سأتوقّف هنا لأنني متأكد من أن لديكم الكثير من الأسئلة، ولكن أود أن أقول إنني ممتن للغاية لقصر الأمم ولزملائي الذين عملوا معنا هذا الأسبوع والحكومة السويسرية التي تستضيفنا وعلى مساعدتنا مالياً ومن الناحية الامنية. هذه مدينة رائعة وأنا فخور جداً بالعودة الى هنا للاستمتاع بمزايا الضيافة السويسرية والأمن السويسري ومهنية قصر الأمم. شكرا جزيلا.