مؤتمر صحافي للمبعوث الخاص الى اليمن في اليوم الأخير من مشاورات جنيف

8 سبتمبر 2018

مؤتمر صحافي للمبعوث الخاص الى اليمن في اليوم الأخير من مشاورات جنيف

جنيف 8 أيلول/ سبتمبر 2018 - شكراً جزيلاً لحضوركم جميعاً. اعلم ان الأسبوع كان صعباً بالنسبة اليكم. انا آسف لذلك. وآسف لأنه تطلّب مني بعض الوقت كي آتي الى هنا. على أي حال سأدلي ببعض الملاحظات افتتاحاً ثم ارد على عدد من الأسئلة.

بالنسبة اليّ، اهم ما حصل خلال الأيام الثلاثة الماضية هو أنّ المشاورات قد بدأت. لقد انطلقت عملية السير نحو السلام . لم تكن بالطريقة التي كنا نرغب بها لكنها بدأت.

لقد امضينا ثلاثة أيام كما كان مخططاً في مناقشات ومشاورات مثمرة مع وفد الحكومة اليمنية الذي وصل في الخامس من الشهر. وانني أقدّر التزامهم واقدّر انخراطهم في القضايا وتفاصيل القضايا التي ناقشناها. لقد ركّزنا كما قلت منذ أيام على تدابير بناء الثقة؛   آسف على هذا التعبير المتكرر، والتي تناولت - وما زالت تتناول بما أننا سنستأنف النقاش بعد هذا المؤتمر مع وفد الحكومة - قضايا مثل اطلاق السجناء، فتح مطار صنعاء، وقضايا اقتصادية هي بغاية الأهمية الآن، في الوقت الذي نرى احتجاجات في الشارع  لاسيما في جنوب اليمن.  كما ناقشنا مجموعة واسعة من القضايا الإنسانية، ومن الطبيعي في الحروبأن تعمل على الحد من القتال وتفتح الطرقات الي المناطق التي تشهد استقراراً حيثما كان ذلك ممكناً. واننا نتحدّث عن أجزاء محددة من البلد وكذلك قضايا مثل وقف الاقتتال للسماح بتلقيح الأطفال – أظن أني ذكرت ذلك منذ أيام.

اذاً اعتقد أننا أنجزنا تقدماً هاماً. وفي الحقيقة، أظن انني ذكرت منذ أيام انّ جوّ النقاش – وقد تعتبرون أنّ هذا فيه بعض التناقض – لكن جوّ النقاش يعتبر ايجابياً، بالرغم مما يجري على واقع الأرض وبالرغم من اننا لم نتمكن من ان يكون وفد انصار الله معنا. وأعتقد انكم ستستمعون الى الوزير اليماني بعد قليل، لذلك لن أتحدّث عن آرائه وتوجّهاته.

كما كانت لنا فرصة لعقد عدد من الاجتماعات مع دبلوماسيين: مجموعة الدول التسعة عشر الراعية لملف اليمن؛ وابدى سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن مساعدة كبيرة لنا خلال هذا الأسبوع. وقد عبّر الجميع من جديد عن دعم الدولي للعملية السياسية وبالطبع هذا بالتحديد ما يقوله الشعب اليمني أيضاً.

وفي هذا السياق، أودّ أن القي الضوء على نقاشات عملية وبناءة مثيرة للأهمية كانت لي الفرصة - بما انه كان لدي بعض الوقت خلال الأيام القليلة الماضية- أن أجريها مع مجموعة من النساء اليمنيات اللواتي أتين الى هنا بطلب منا لتقديم المشورة. لدينا الكثير من العمل لاحراز التقدّم بين جولات المشاورات. 

ولكن بالطبع، المشكلة الأكبر تكمن في اننا لم نستطع احضار وفد أنصار الله، وفد صنعاء، الى هنا. ولقد أجرينا العديد من النقاشات والتفاوض ووضعنا العديد من التدابير والخيارات والبدائل في الأيام الأخيرة لاحضارهم الى هنا. لن أدخل في تفاصيل تلك الخيارات والتدابير. انا متأكد انكم سمعتم الكثير وأجريتم التقارير حول الكثير ولن تسمعوا المزيد مني حول ذلك. لكن لا بد من القول أن الامر ليس غير اعتيادي – وليس غير اعتيادي في اطار اليمن وليس غير اعتيادي في اطار نزاعات أخرى – أن تكون إعادة الانطلاق، وقد ذكرت هذا سابقاً، وقتاً دقيقاً وهشّاً. يأتي الأشخاص في وقت قد لا تكون كل مكوّناتهم منخرطة تماماً في العملية ولا يرون مسبقاً النتائج التي ستؤدي اليها المحادثات والمشاورات. الامر ليس سهلاً وليس سهلاً في اطار اليمن ايضاً لذلك لا اعتبر هذا معوّقاً أساسياً  للعملية. سأذهب الى مسقط خلال الأيام القليلة المقبلة والى صنعاء ايضاً لأتناقش مع قيادة أنصار الله.

وأغتنم الفرصة لأتقدّم بالشكر لأن هذه المشاورات شملت عدداً واسعاً من أصحاب الشأن والدبلوماسيين. اود أن أشكر حكومة سلطنة عمان – تحدّثت الى وزير خارجيتها بالأمس، يوسف بن علوي، وهو صديق كبير وقد ساعدنا كثيراً واشكر أيضاً ممثلي التحالف العربي وبالطبع حكومة اليمن والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن. لقد عملنا كلنا على ذلك رأيتمونا نتحرّك في الفندق في الأيام القليلة الماضية وكان الجميع يريد ان تكون الظروف ملائمة لحضور انصار الله ولكننا لم ننجح. سنجري مشاورات مماثلة مع انصار الله. من خصائص المشاورات هي انها لا تحتاج الى ان تجري في غرفة واحدة او في مدينة واحدة. بالطبع لو حصل ذلك فهذا أفضل وهذا ما خططنا له ولا اريد أن أقلل من أهمية الأمر. لكن سنذهب ونناقش معهم ثمار النقاشات التي أجريناها هنا. سنذهب اذاً الى مسقط وصنعاء لنقل القضايا التي ناقشناها هنا. هذا ما اقصده عندما أقول لقد انطلقنا. 

من المبكر جداً بالنسبة لي أن أقول متى ستجري الجولة الثانية من المشاورات. سيكون هذا بالطبع نقطة أولوية على جدول اعمالنا حتى لا يتكرّر ما حصل هذا الأسبوع. اظن انه من المهم أن نعلم أن أنصار الله أرادوا المجيء وانهم مستاؤون لأنهم ليسوا هنا ومن المهم أن تكون هذه النقطة واضحة. لقد أجرينا نقاشات مطوّلة مع ممثليهم في صنعاء ومسقط في الأسبوع الماضي وليس لدي أي شك حيال ذلك. انهم حريصون على احراز تقدّم في هذا الملف كما هو حال المجتمع الدولي المتّحد بشكل كبير.

اتوقف هنا وسأجيب على بعض الأسئلة.