نص مؤتمر صحفي عقده المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بعد إحاطته لمجلس الأمن
سؤال: شكرًا للمبعوث الخاص. اسمي ميشيل نيكولز من وكالة رويترز للأنباء وأتحدث هنا نيابة عن رابطة مراسلي الأمم المتحدة. أشكرك لمنحنا الوقت لإحاطتنا. أتساءل إذا ما كان من الممكن أن تحيطنا بأي فكرة حول ما اتفق عليه السعوديون والحوثيون في محادثاتهم حتى الآن وما إذا كانت مناقشتهم قد ركزت على تمديد الهدنة أو الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النَّار، وما أهم النقاط العالقة بين الجانبين؟ المبعوث الخاص هانس غروندبرغ: شكرًا. لا أعتقد أنَّه من الحكمة أن أدخل في التفاصيل في هذا الشأن هنا، خاصة أنَّ المناقشات، حسب تقارير الأطراف أو تقارير السعوديين والحوثيين أنفسهم، كانت إيجابية وبنَّاءة لكنها لم تُحسَم بعد. وأعتقد أنَّ هناك المزيد من المناقشات التي قد تتبع تلك التي أُجريت حتى الآن. وما آمل به وعملي المستمر مع الأطراف اليمنية وكذلك مع الجيران الإقليميين لليمن هو لضمان أن هذه الجهود متسقة مع وداعمة لجهود الوساطة التي تقوم بها الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية. فالصعوبات أو التحديات هي نفسها التي شهدناها أيضًا عندما كنا نسعى إلى هدنة موسعة أكثر طموحًا، وهي التحديات التي تواجه ضمان التوصل إلى اتفاق على بعض الأمور العاجلة المرتبطة بالوضع الاقتصادي في اليمن، ولكن أيضًا يجب أن نرى التزامًا بوقف إطلاق النَّار، والأهم من ذلك أن نرى التزامًا بالعملية السياسية. وأعتقد أنَّ ذلك هو أساس المناقشة التي آمل أن تكون دعمًا للعمل الذي أقوم به أنا ومكتبي للمضي قُدمًا مع الأطراف. شكرًا سؤال: اسمي جايمس باي من الجزيرة. سؤال لمتابعة لما كنت تتحدث عنه: ظهرت بعض التكهنات بأنَّه سيكون هناك اتفاق مع حلول عيد الفطر، أي بعد أيام قليلة من الآن. هل هناك أمل في حدوث اختراق خلال أيام معدودة؟ المبعوث الخاص هانس غروندبرغ: بالطبع آمل تحقيق مثل هذا الاختراق في هذه المرحلة. وأعتقد أنَّ هناك الكثير من التكهنات في الصحافة حول المناقشات الجارية. اعتقد أن ما تستطيع فعله، بل يجب عليك فعله في هذه اللحظة، هو الإصغاء إلى الرسائل التي أرسلتها الأطراف وكذلك الرسائل الصادرة من مكتبي. و أعتقد أنّ كلاً من أنصار الله، من خلال كبير مفاوضيهم والسعوديين، من خلال البيان الصادر قبل بضعة أيام، كانوا واضحين جدًا بأنَّ المناقشات في صنعاء كانت بنَّاءة، كانت صعبة، لكنَّها تحتاج أيضًا إلى المزيد من المناقشات. وأعتقد أنَّه في هذه اللحظة بالذات، أعتقد أنهم ذكروا أنَّ هذه المناقشات ستستمر بعد العيد. وهذا في إعتقادي، هو ما يمكنك الإعتماد عليه عندما يتعلق بالمعلومات الصحيحة. سؤال: شكرًا سيد غروندبرغ. ونتمنى لك الشفاء العاجل. اسمي عبد الحميد سايام، مراسل القدس العربي. سؤالي عن التقارب بين السعودية وإيران وكيف ترى أن هذا الجو الجديد سينعكس على الوضع في اليمن وكيف تحلل ذلك؟ وسؤالي أيضًا كمتابعة للوساطة، ما هو الدور التي لعبته عُمان؟ إذا بإمكانك أن تزودنا بالمزيد من التفاصيل حول دور عُمان. شكرًا لك. المبعوث الخاص هانس غروندبرغ: شكرًا جزيلاً لهذا السؤال. كما ذكرت سابقًا في البداية وكما ذكرت للمجلس، هناك عدة أسباب تجعلنا نشعر بالتشجيع إزاء الوضع المستمر في اليمن. لقد شهدنا منذ عام حالة من الهدوء النسبي الثابت حتى بعد انتهاء اتفاق الهدنة. وأعتقد أنَّ هذا عنصر هام لأنه أتاح في ذلك الوقت مساحة سياسية كان لها دور في إجراء مناقشات اعمق وأكثر جدية بين مختلف أصحاب المصلحة. واذا أضفت إلى ذلك، وهذا يقودني إلي سؤالك، اذا أضفت إلى ذلك التغيير الذي نشهده على المستوى الإقليمي، فإن هذا يُمثل لليمن فرصة على الأقل. ولهذا السبب رحَّبت بالإعلان الصادر عن بكِّين بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية، لأنني أعتقد أن ذلك يدعم التقدم في اليمن. لن يحل (استئناف العلاقات) الوضع في اليمن، وهذا أمر أعتقد أنه يمكننا جميعًا أن نكون واضحين بشأنه، لكنَّه بالتأكيد يمكن أن يُمثل فرصة إذا وضعت ذلك جنبًا إلى جنب مع التطورات التي شهدناها مؤخرًا. ومن الواضح أنه لا ينبغي للمرء أن يقفز بسرعة كبيرة، فلا بد من تعزيز المكاسب التي تحققت أولاً قبل المضي خطوة نحو الأمام، وهذا ما دعاني في إحاطتي أمام المجلس أن أحذر من ضرورة استفادة الأطراف من الفرصة التي أتيحت لهم الآن وأخذ ذلك على محمل الجد. ما نراه في اليمن الآن هو شيء خارج عن المألوف. إنه شيء لم نشهده خلال السنوات السبع أو الثماني الماضية من الحرب، ويجب أن يُؤخذ على محمل الجد قدر الإمكان إذا أردنا تحقيق تقدم حقيقي في اليمن. عندما يتعلق الأمر بالجزء الثاني من سؤالك حول دور عُمَان، فدعني أضيف هنا أنَّ جميع دول المنطقة، وجميع الدول المجاورة لليمن، سواء في شبه الجزيرة العربية أو خارجها، لديهم دور حاسم لا بد لهم من بذله إذا أردنا تحقيق تقدم جاد في اليمن. وهنا أرحب بجميع الجهود الإيجابية في هذا الصدد، بما ذلك الجهود التي شهدناها من عُمان. لقد زرت مسقط قبل بضعة أسابيع وأجريت فيها نقاشات جيدة مع العمانيين قبل توجههم إلى صنعاء، وأرحب بالجهود التي قدمها العُمانيون في هذا الصدد. سؤال: شكرًا المبعوث الخاص. أنا باميلا فوك من شبكة سي بي إس للأخبار. مرحبًا، سررت برؤيتك مرة أخرى، وأتمنى لك والشفاء العاجل أيضًا. سؤالي يتعلق بما تفضلت بذكره هذا الصباح. لقد ذكرت أنَّ الأطراف ستجتمع مجددًا في شهر أيَّار/مايو وبين اليوم وذلك الوقت ستكون هناك زيارات إلى مأرب وصنعاء. من الذي سيذهب إلى صنعاء وهل يتحمل الوضع الانتظار حتى شهر أيَّار/مايو؟ أقصد أن أسأل ما رأيك فيما سيحدث بين الآن وشهر أيَّار/مايو؟ المبعوث الخاص هانس غروندبرغ: حول هذه المسألة، من المهم الإشارة إلى أن الاجتماع الذي نتوقعه في منتصف شهر أيَّار/مايو يتعلق بمزيد من المفاوضات حول إطلاق سراح المحتجزين، وهذا بالإضافة إلى المناقشات التي عقدت في سويسرا في آذار/مارس والتي أدت إلى الإتفاق على إطلاق سراح ما يقرب من 900 محتجز أُطلِقَ سراحهم بنجاح قبل أيام. الاتفاق في جنيف أو الذي أعلنا عنه من المناقشات والمفاوضات التي جرت في جنيف تضمنت التزامًا من الأطراف بالاجتماع مجددًا في منتصف أيَّار/مايو أو في نفس اللجنة من أجل مواصلة المفاوضات لإطلاق سراح مزيد من المحتجزين الذين ما زالوا محتجزين لدى الأطراف. وبينما نرحب ونبتهج مع العائلات التي شهدت إطلاق سراح أحبائهم الآن في ضوء احتفالات العيد، من المهم، ونحتاج أيضًا إلى التفكير في العائلات التي لا يزال ذويهم سواء قيد الاحتجاز أو محتجزين حيث الأطراف قد التزمت أيضًا بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع وهذا ما سوف نواصل العمل عليه. (متابعة) سؤال: لكي نكون واضحين، اجتماع شهر أيَّار/مايو سيكون للمفاوضات أما محادثات السلام والاستمرار بأي عملية لوقف إطلاق النار أو إعادة بدء وقف إطلاق النار فما زالت جارية؟ المبعوث الخاص هانس غروندبرغ: إن الاجتماع الرئيسي هو المفاوضات المعنية بإطلاق سراح المحتجزين، والعمل المستمر الذي لدينا على الصورة الأوسع وهي الجهود التي لدينا من أجل تسوية سياسية للنزاع. وسوف نمنح لأصدقائنا في اليمن الفرصة للاحتفال بالعيد ولا شك في أننا سنعود إلى الأمر فور انتهاء العيد للدفع واستخدام الزخم المتاح لمعالجة الملف الأوسع. لكنني لن أدخل في التفاصيل هنا حول أي خطوات محددة في هذا الوقت. سؤال: مرحبًا سيد غروندبرغ. اسمي ديجيشو من تلفزيون الصين المركزي. كما قلت لن نستعرض كثيرًا من التفاصيل حول المفاوضات الجارية حاليًا، هل لك أن تخبرنا بإيجاز حول مستوى مشاركة الأمم المتحدة في هذه المفاوضات؟ وإذا كانت هناك ثمة اتفاقية ستحدث، أيًا كانت الاتفاقية، فما الخطوة القادمة التي يجب أن تتخذها الأمم المتحدة لتيسير حل سياسي للأزمة اليمنية؟ المبعوث الخاص هانس غروندبرغ: شكرًا جزيلاً لسؤالك. أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن نذكر أنفسنا بأن دور الأمم المتحدة وولايتي تتمثل دائمًا في ضمان وجود عملية سياسية يمنية جامعة وشاملة بين اليمنيين أنفسهم، وأعتقد أنَّ هذا هو الهدف على المدى البعيد الذي أسعى إليه. وبناءً عليه، هناك خطوات اتُّخِذّت في العام الماضي تحقيقًا للتفويض الممنوح لي، وكانت الخطوة الأولى إقرار الهدنة قبل نحو سنة من الآن. كما ورد في إحاطة المجلس، تلك الهدنة وفرت مساحة سياسية. وفرت وتهدئة أولاً على الخطوط الأمامية، مما أدى بدوره لتوفير مساحة سياسية لتبادل النقاشات بين الأطراف، ومعي ومع الأطراف الفاعلة في المنطقة، وهذا بدوره أدى إلى تبادل النقاشات والمباحثات بين السعودية وأنصار الله التي أدت إلى عقد اللقاءات التي جرت في صنعاء في الأيام الماضي. وما زلت على تواصل وثيق، كما الحال دائمًا، مع الأطراف اليمنية، ومع جيران اليمن. وأنا على اتصال وثيق مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وعُمَان وإيران للوصول الى سبيلِ للمضي قدمًا فيما يخص الوضع في اليمن. وهنا، آمل - كما ذكرت سابقًا - أن تقود تلك النقاشات التي جرت في صنعاء، التي يمكن أن تتبعها لمناقشات أخرى تحقق مستوى معين من الفهم الذي يسهل ويساعد ويساهم في الجهود الشاملة التي أقوم بها في حدود ولايتي التي فوضني بها مجلس الأمن. (متابعة) سؤال: سؤال للمتابعة سيد غروندبرغ. هل تعتقد أنَّ العملية السياسية قد بدأت بالفعل؟ المبعوث الخاص هانس غروندبرغ: العملية السياسية هي عملية تشمل جميع اليمنيين، عملية بين اليمنيين. وهذا فهمي للعملية السياسية. والعملية السياسية هي عملية بين اليمنيين أنفسهم، لأنَّ اليمنيين في نهاية المطاف هم من عليهم أن يحددوا معالم مستقبلهم. وأعتقد أننا لا نستطيع القول إنَّ العملية سياسية قد بدأت بالفعل، لكننا نرى خطوات اتُّخِذّت الآن تتجه في المسار الصحيح، بيد أنّها ليست حاسمة في هذه اللحظة. ولذلك لسنا في وضع يسمح لنا بقول أنه تم تحقيق النصر بشكل حتمي، بل نرى خطوات في الطريق الصحيح، وهي خطوات يجب استخدامها كفرصة حقيقية. سؤال: اسمي إفوني موراي من وكالة آر تي للأنباء-إيرلندا. سؤالي يتعلق بالاجتماع الذي عقد هذا الصباح في مجلس الأمن. لقد وجه الاتحاد الروسي اتهامًا بأنَّ أعضاء آخرين في مجلس الأمن يتسرعون بالدفع بشأن الصادرات النفطية اليمنية. ما وجهة نظرك في ذلك وما وجهة نظر الأطراف اليمنية برأيك حول صادرات النفط؟ المبعوث الخاص هانس غروندبرغ: أعتقد أنه من غير الحكمة أن أحلل أو أعلق على تصريحات الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وأنصحك بمناقشة ذلك مع ممثلي روسيا هنا في نيويورك. الشيء الوحيد الذي يمكنني إضافته وهو ما دأبت على تأكيده في مختلف المناسبات أنَّ هناك قدرًا معينًا من وحدة الموقف ضمن مجلس الأمن بشأن ضرورة دفع اليمن نحو تسوية سياسية، تلك الوحدة التي ظلت قائمة على مدار العامين الماضيين منذ أن تسلمت مهامي بالرغم من التحديات الحقيقية العامة في المشهد الدولي. وأعتقد أنَّ ذلك ما يجب أن أقدره كل التقدير وأشدد عليه في عملي حول الخطوات القادمة. سؤال من مريم: معظم أسئلتي تمت الإجابة عليها جزئيًا، ولكن هلا عرَّجت بشيء من التفصيل حول دور جمهورية إيران الإسلامية في هذه المفاوضات؟ المبعوث الخاص هانس غروندبرغ: زرت طهران قبل أسابيع، وجاءت الزيارة مباشرة بعد إعلان بكين بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين طهران والسعودية، حيث أجريت لقاءات على مستوى جيد مع الحكومة الإيرانية إذ أحطتهم بآخر المستجدات بشأن وجهة نظري حول سبيل المضي قدمًا لضمان دعم طهران بشأن تقييمي الخاص بكيفية دفع الملف اليمني للأمام، وكانت نقاشاتي بنَّاءة. تبعها نقاشات بنَّاءة مماثلة أخرى في السعودية بعد بضعة أيام. أعتقد أنَّ هناك أهمية لروح الحوار التي نراها في المنطقة، وهناك فرصة أمام جيران اليمن للاستفادة من مزاياهم النسبية في الدفع نحو الأمام بطريقة إيجابية وذلك على ما أعتقد أمر في غاية الأهمية في هذه اللحظة. (متابعة) سؤال: هل لديك آمال في أن توقف جمهورية إيران الإسلامية دعمها للحوثيين وللحرب؟ المبعوث الخاص هانس غروندبرغ: أقول إنني ما زلت آمل في أنَّ روح الحوار التي نراها في المنطقة سوف تساعد اليمن، لكنَّ روح الحوار الذي نشهده حاليًا كما أسلفت غير كاف لوضع اليمن على مسار عملية سياسية حقيقية تقود إلى تسوية مستدامة للنزاع، وأعتقد أنَّنا بحاجة إلى مستوى جدي من روح التفاوض وتقديم التنازلات بين الأطراف اليمنية ذاتها، فذلك أمر حاسم باعتقادي إذا ما أردنا المضي قدمًا، وذلك ما يجعلني أعرّج مجددًا على ولايتي وعلى الهدف بعيد الأمد الذي أسعى إليه وهو استئناف العملية السياسية. سؤال من إفتكار علي: حتى الآن تمت إجابة كل الأسئلة حول الوضع في اليمن، ما آخر مستجدات الخزان صافر؟ المبعوث الخاص هانس غروندبرغ: بخصوص الخزَّان صافر، أعتقد هنا أنَّ السفينة البديلة قد أبحرت للتو إلى اليمن في السادس من نيسان/أبريل ضمن عملية تنسقها الأمم المتحدة للتصدي للتهديد الذي يمثله الخَّزان، وحسبما فهمت من زملائي العاملين على الموضوع، أخص بالذكر المنسق المقيم في اليمن ديفيد غريسلي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أنه من المتوقع وصول السفينة البديلة إلى منطقة البحر الأحمر في النصف الأول من شهر أيَّار/مايو، وبهذا الصدد دارت النقاشات في مجلس الأمن حول الحاجة المستمرة لمزيد من التمويل لهذا المشروع الذي يكتسب أهمية قصوى، ونحن هنا في الأمم المتحدة، وأنا أيضًا، لا شك في أننا نأمل برؤية حل سريع لهذه الأزمة حمايةً للبيئة في البحر الأحمر لتفادي الكارثة التي قد تنتج عن أي تسرب نفطي محتمل من الخزَّان. شكرًا.
|