الكلمة الافتتاحية للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السيد مارتن غريفيث في اجتماع  للاحتفاء بالذكرى العشرين لصدور قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة 1325 وجدول أعمال النساء والسلام والأمن

1 نوفمبر 2020

الكلمة الافتتاحية للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السيد مارتن غريفيث في اجتماع  للاحتفاء بالذكرى العشرين لصدور قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة 1325 وجدول أعمال النساء والسلام والأمن

29 تشرين الأول/أكتوبر  2020 شكراً لك يا دينا لتشريفي بحضور هذا الاجتماع الذي يجمعنا معاً ومنظمة الأمم المتحدة للمرأة. فهو شرف عظيم لنا جميعاً ولكل المشاركين والمشاركات أن نحضر اجتماعاً بالغ الأهمية جاء في الوقت المناسب. وتعقيباً على ما أخبرتنا به لورا، اليوم نحتفي بذكرى صدور ذلك القرار المفصلي، وأؤكد مجدداً بهذه المناسبة وجهة نظري بالأهمية المحورية للمشاركة السياسية للمرأة واشتمال النوع الاجتماعي في عملية السلام هذه شأنها بذلك شأن أي عملية أخرى للسلام. والواضح لنا بالفعل أننا لا نستطيع تخيّل بناء سلام دائم يغفل مشاركة نصف المجتمع أو لا يستجيب لوجهات نظره على النحو المناسب.

لقد كانت مشاركة المرأة في المفاوضات الرسمية، كما ذكَّرتنا لورا، في مستويات منخفضة غير مقبولة كما نعرف جميعاً. وعلى الطرفين،كما نحن أيضاً، علينا السعي بهمة أكبر للعمل معاً نحو شمل النساء في الوفود التفاوضية. فالمسألة إذاً تتسم بطابعي المصداقية والتعددية في تمثيل الشعب اليمني، لكنَّها في الوقت نفسه أضحت ضرورة للوصول إلى اتفاقات أفضل وصياغة تصورات أكثر نفعاً وفائدة، وأقول لجمعكم الكريم إنَّ هناك بالفعل كثيراً من النساء اليمنيات البارزات في صفوف الطرفين وكذلك في المجتمع المدني على استعداد لتولي هذا الدور في التمثيل وكثير غيرهن أيضاً من النَّاشطات والمتخصصات في أهم المواضيع والقضايا التي نتعامل معها.

 عند استئناف عملية المحادثات سوف أكرر طلبي وإلحاحي على الطرفين بضرورة تضمين النساء في وفودهما. بل سَنُصِرُّ على تخصيص مقاعد محفوظة للنساء تحديداً. وفي الوقت نفسه، أرجو أن أرى حضوراً للفئة الشبابية من ذكور وإناث على طاولة الحوار وسوف نطلب تمثيل هذه الفئة أيضاً. وسوف تكون مناصرتكم لهذه القضية عنصراً مساعداً لنا، بل إن كل من هو حاضر معنا في الاجتماع سيكون له دور مساعد في تمثيل النساء، لما يكتسبه الأمر من أهمية بالغة.

لكنَّ زيادة عدد النساء على طاولة الحوار لا يعني إيكال الحديث عن منظورات النوع الاجتماعي إلى النساء وحدهن. بل إنَّ ذلك مسؤوليتنا جميعاً. فلست أرى قضايا نسوية بل أرى قضايا تثيرها النساء، تلك القضايا الملحة والعاجلة التي تمس جميع اليمنيين واليمنيات وتمسنا جميعاً خارج اليمن، سواء أكانت تتعلق بوصول المساعدات الإنسانية أم تقديم الخدمات الصحية أو الدعوات لوقف إطلاق النار أو حرية الحركة والمرور أو الإصلاح الاقتصادي أو تحسين إدارة الموارد أو اللامركزية ومساءلة الحكومة. كل تلك القضايا المباشرة وعلى المدى البعيد تمثل أولويات لكل شخص في اليمن، وهي أولويات المجتمع الدولي الذي يراقب آفاق مستقبل اليمن. تلك مخاوف تساور المجتمع اليمني وسوف تثيرها المرأة في المفاوضات، وجميعنا يعلم، كما تخبرنا الأبحاث والدراسات، أنَّ اتفاقات السلام تصبح أفضل وأكثر ديمومة واستدامة إذا شاركت فيها النِّساء. ومجدداً، أشارت لورا إلى الشجاعة والإقدام اللذين تتحلى بهما المرأة اليمنية العاملة في الخطوط الأمامية وفي المناصرة معرضة حياتها إلى خطر جسيم، وذلك ما أثبته بكل وضوح فرق الخبراء. وفي إحاطاتي أمام مجلس الأمن، ركَّزت على بعض من هذه الجهود، إلا أنه ما من شك في أنني أستطيع أن أزيد التركيز عليه. فقد عملت النساء على مختلف المستويات ومع مختلف الشرائح في المجتمع اليمني كما تفعل المرأة في كل مجتمع، لإقامة الجسور وتسهيل إقامة الروابط بين أفراد المجتمع المدني وخلاله وما وراءه.

وأود لو سمحتم لي بإشارة عابرة أن أتطرق إلى قضية المعتقلات والأسيرات، تلك القضية التي أصبحت محط اهتمام متجدد. ففي ظل القانون الإنساني الدولي، دأبت كما دأب مكتبي على دعم إطلاق سراح المعتقلين مباشرة دون قيد أو شرط سواء كانوا رجالاً أم نساء أو أطفالاً. 

وأقول للورا ودينا ولكل الأصدقاء إنَّه علينا أن نرى ذلك يتحقق على أرض الواقع. ونحن نرى ذلك بالفعل وأراه ومكتبي يرى ذلك وكل من يشارك في هذا الاجتماع يرى ذلك. وأتطلع للعمل عن كثب معكم جميعاً والاستمرار في العمل النشط في هذه اللحظة الحيوية من تاريخ اليمن. وعندما ينجلي الأفق عن نهاية الاقتتال، نرى إمكانية حدوث ذلك وأنَّه سيقود إلى فرص للسلام والادماج  والمساواة والازدهار لليمنيين كافة.

 

شكراً جزيلاً.